أبو طوني أسد الجنوب
عدد الرسائل : 576 العمر : 34 الموقع : الجنوب-النبطية تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: للبنان الذي يتوحد فيك ويتعايش في عرش قلبك- خطاب للرئيس الخميس سبتمبر 25, 2008 9:49 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآل بيته الطاهرين وبعد للبنان الذي يتوحد فيك ويتعايش في عرش قلبك. للبنان الذي يجتمع على اسمك كلما زاد طغيان فراعنة الارض، والذي تتوحد جهاته على مقاومتك. لبيروت التي استعصت على الزمن وعلى الزلازل وعلى الطغاة من احمد باشا الجزار الى شارون، والتي تمردت على تآكل الكلمات، المدينة التي تتكاثر فيها اللغة ولا تموت ازاهيرها. لبيروت التي تخلع فيها الكواكب تعبها ونعسها، وتسهر في فرحها وحمحمات موجها. لبيروت المعمدة بنسيم الشمال، المحروسة بعيون الجنوب الواعد، والمسورة بالبقاع الراعد. مـن كل لبنان ومن بيروت هـذه الماسة على تـاج المتوسط، لك يـا سيدي الامام الصدر تحية الوفاء. ففي يومك من كل عام، نفتح كتاب لبنان على اسمك، لنثبت للاجيال ان التاريخ لا تصنعه الصدفة بل رجال آمنوا بربهم وصدقوا. قبلك يا سيدي كنا نفيق على عواءات السنين، نجرجر خطى ارواحنا نحو موت لا يشتهينا. كنا اجساداً ذبيحة على طول الحدود من الناقورة الى العرقوب نشفق من رؤانا على دمنا. كنا ننوس كالمصابيح الشحيحة الزيت، لا تكتبنا الفصول ولا يرانا الصباح. كـان النزوح من الجنوب علامة فارقة " لقوة لبنان في ضعفه ". وكان النزوح من الشمال وعكار والبقاع واعالي جبل لبنان علامة فارقة للشقاء والحاجة. وكانت العهود تخذل النازحين، لا ترمي لهم حتى بالفتات، كانت فرص العمل تتضاءل والحاجة تزداد. كانت الارياف والاطراف آخذة باليباس، والفراغ يكاد يستبد بها. وكان الحاكمون يتقاسمون الوطن الغنيمة على طاولتهم. وكنا نعرف علاماتك : انك اطول قامة من الرمح، واصفى سريرة من عين الماء، وابعد نظراً من زرقاء اليمامة، وانك طائر الامل الذي يغسل الوقت بماء الوضوء وانك.. وكنا ننتظر قدومك اذكر يا سيدي كان الوطن مخلع الابواب، والعدو الاسرائيلي يصول ويجول في قرانا، يهدم منازلنا ويحرق محاصيلنا، ويسرق احلامنا. وكانت الدولة قد تخلت عن واجب الدفاع، فأطلقت صوتك في بريتنا بنداء ( امل ) : كونوا فدائيين اذا التقيتم العدو الاسرائيلي، قاتلـوه بأسنانكم واظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعاً. اذكر يا سيدي كان الحرمان قد اصبح صفة عامة كان المقاطعجية يتبادلون الادوار : يتقاسمون اوجاعنا واحلامنا على طاولتهم باسم الدولة، وكانوا يتناوبون على تفريغ الحرية والديموقراطية من كل مضمون. كانت كل الاحزاب ممنوعة من الصرف الا ميليشياتهم. كانوا ينتخبون عنا، ويملؤون الصناديق بغير اصواتنا. وجئت انت يا سيدي فأطلقت صوتك في بريتنا بنداء (امل)، فتحولنا الى حركة مطلبية متألمة حالمة سهلة ممتنعة، تسعى كي لا يبقى محروم واحد او منطقة محرومة. كنا قد اجتمعنا اليك في بعلبك وصور وفي كل مدينة وبلدة وقرية ودسكرة ورددنا خلفك القسم : واصبحت المقاومة واقعاً وطنياً محسوساً. وتحول الحرمان من حالة الى حركة. وانتبه الاعداء في الداخل والخارج اليك ونحن نتبعك دون استئذان. وتوافقت مصالحهم على اخفائك. حسبوا انهم سيخبؤن تاريخ اسرارك، ونسوا انك حديقتنا واننا نحب فيك الارض والانسان، وفاتهم انك اذعت كلمة السر التي هي ( امل )، وانك علمت ارواحنا مفارقة المآسي وقول كلمة الحق بوجه السلطان الجائر، وانك علمتنا ان نحمل ارواحنا على اكفنا، وان لا نهتم اذا وقعنا على الموت ام وقع علينا. وها انت يا سيدي الاقوى حضوراً على مساحة الوطن وعلى مساحة ندائك من اجل فلسطين. وها نحن الذين اجتمعنا على عهد وعدك في مؤتمر الشهيد العاشر لحركة امل ورددنا يداً بيد دعاء الوحدة، نقف اليوم لنستمد القوة من فسحة الامل التي فتحتها رغم الوقائع الضاغطة على المنطقة وعلى لبنان...
| |
|