أبو طوني أسد الجنوب
عدد الرسائل : 576 العمر : 34 الموقع : الجنوب-النبطية تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: سلسلة محاضرات الامام القائد السيد موسى الصدر الخميس سبتمبر 25, 2008 4:25 am | |
|
الموضوع :
القلق على مستقبل لبنان
المكان :
فندق كارليتون بيروت 11-4-1964
المناسبة :
ضمن سلسلة محاضرات بمناسبة عيد الاستقلال
المقدمة :
في نطاق محاضراته عن لبنان، ألقى سماحة الإمام موسى الصدر محاضرة قيمة ليلة أمس في فندق كارلتون بعنوان "هل نشعر بقلق على مستقبل لبنان؟ ولماذا؟".
إستمع للمحاضرة لفيف من أهل الفكر والأدب والصحافة، كما حضرها جمهور غفير من الشباب اللبناني المتطلعّ للحقيقة والمعرفة عبر بلاغة الإمام وصدقه وصراحته.
النص :
إستهل سماحته المحاضرة بقوله: " مهما اختلفنا في أسباب هذا القلق، فإننا لا نختلف في أصل المبدأ، فنحن قلقون على لبنان".
وقال: "إن هناك فرقاً بين القلق وانتظار الصعاب. إن القلق هو الشعور الذي لا علاج له أو الذي علاجه فوق مستوى إمكاناتنا".
ثم تساءل: "عما إذا كانت المشاكل فوق إمكاناتنا وتفكيرنا وقدراتنا المحدودة".
وأضاف يقول: "إن من ينتظر تقرير المصير والوصول للمستقبل وتأمين الكرامة دون تضحيات وصعوبات وتحمل مشاق، لمخطئ.
وها هي الأخطار التي تهدد لبنان؟ وأين هو القلق؟ هل هو في وجود دولة إسرائيل العنصرية المعتدية؟ هذا يمثل جزءاً من الخطر؟
هل الخطر في الاستعمار؟ هذا أيضاً جزءاً من الخطر، هل هو في الشيوعية التي تدخل في نفوس الطبقات المثقفة والطبقات المحرومة وتوجهها لتكوين صراع داخلي؟
هذا أيضاً جزء من الخطر. كل هذه لا تتعدى كونها مصاعب لا تشكل أخطاراً نعبر عنها بالقلق.
إن حقيقة الأمة أو الشعب ليست مجموعة أفراد أو كمية مهملة من البشر. هناك فرق بين الشعب والناس. إن الشعب يعني وجود وحدة ووجود فكر ووجود رسالة تقوم على عاتق الناس وتصهر المختلفات في بوتقة واحدة فتكون أمراً واحداً هو مفهوم الشعب أو الأمة.
ماذا تصنع إسرائيل والاستعمار مع أمة؟
تشريد؟ قتل؟ لا يهم طالما بقي شخص واحد في الأمة مؤمن بالوحدة التي يتكون منها الشعب".
أشار سماحته إلى أن "الخطر على الأمة وعلى لبنان بالذات نابع من داخل هذه الأمة، كالطائفية والفئوية أي في العقلية التي يحملها بعضنا".
وأن الوحدة تبدل الأرقام وتتخطى الرياضيات لتصل إلى مرحلة "التفاعل": "هذا يأخذ من ذاك وذاك يعطي هذا".
وأشار سماحته إلى: "تخوف المسيحيين من الثورات التي تقوم في الوطن العربي والإسلامي، وشدد على أن الإسلام أبداً ما كان خطراً على إخواننا المسيحيين، فان يد الله مع الجماعة.
لا تقوم حياة للمجتمع إلاّ بالتفاعل فيه تقوى الأوطان. أن الخطر ليس في تعدد الطوائف ولكن إذا ما تحول التعدد إلى سلبية فهذا كارثة للوطن.
إن الوطن غال ولكنه يحتاج إلى أياد قوية، ويتجاهل الأنانيات والفئويات.
علينا التطور عقلياً، دولة وشعباً، وإلا فلبنان يحتضر.
إن العلاج يكمن في السمو في التفكير والتوسع في المسؤولية.
وختم سماحته محاضرته بقوله:
"إنني أنذر من الوصول إلى النهاية. ونحن أكثر من قلقين على لبنان".
| |
|