أبو طوني أسد الجنوب
عدد الرسائل : 576 العمر : 34 الموقع : الجنوب-النبطية تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: كلمة للإمام السيد موسى الصدر ترحيباً بالرئيس شارل حلو بتاريخ 2-6-1969 الخميس سبتمبر 25, 2008 4:25 am | |
| 9/5/1969 بمناسبة انتخاب الإمام السيد موسى الصدر بتاريخ 22-5-1969 أول رئيس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى (المنشأ بالقانون رقم 72/67 بتاريخ 19-12-1967) قام رئيس الجمهورية اللبنانية السيد شارل حلو بتاريخ 29-5-1969 بزيارة دار الإفتاء الجعفري ليقدّم تهنئته، وكان في استقباله الإمام السيد موسى الصدر وأعضاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ورئيس مجلس النواب السيد صبري حمادة وكبار الشخصيات الرسمية.
وألقى الإمام الصدر كلمة رحّب فيها بفخامة الرئيس، وجاء فيها: فخامة الرئيس .. كنت سابقاً أدرس تاريخ علماء الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان، وأقف بدهشة أمام ظاهرة غريبة هي أنّ خُمس علماء المسلمين الشيعة هم من لبنان، وأنّ خُمس كتب الشيعة هي من تأليف علمائهم اللبنانيين، مع العلم أنّ عدد أبناء الطائفة في لبنان ما بلغ يوماً 1 % من شيعة العالم، وإنه لا يوجد في لبنان قرية ولا مزرعة إلا وظهر منها عالم في الفقه أو أديب أو فيلسوف.. كنت أدرس هذه الظاهرة وأقرأ ما يقوله البعض من أنّ هذه الظاهرة هي نتيجة قداسة الأرض والبركة التي منحها الله، أما اليوم وبمناسبة تكوين هذا المجلس تمكنت من تفسير هذه الظاهرة تفسيراً علمياً، ففي هذه الأيام وجدنا لبنان بمختلف طبقات شعبه ورجال دينه وقادته المدنيين من السياسيين وغيرهم شاركنا مشاركة كاملة بالترحيب بهذا الحدث المبارك، وها نحن اليوم نجد بيننا وفي بيتنا رئيس البلاد يتوّج هذا الترحيب ويكمل هذه الفرحة. فخامة الرئيس.. إسمحوا لي أن أتحدث الى فخامتكم بعد هذه المقدمة (بعد الوقوف على محتواها) بإسم جميع أبناء الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان، أولئك الذين ما تخلفوا يوماً عن أداء واجبهم الوطني والقومي، وأقول أننا الآن وبكل اعتزاز وثقة وأمل مستعدون لتحمل كافة مسؤولياتنا الوطنية وأداء واجبنا للحفاظ على استقلال لبنان وحريته وسلامة أراضيه مهما بلغت التضحيات ومهما غلا الثمن.. وأقول أننا الآن وقبل الآن مستعدون للقيام بكافة واجباتنا من أجل تحرير الأراضي المغتصبة عن طريق دعم المقاومة الفلسطينية المقدسة والمشاركة الفعلية مع الدول العربية الشقيقة. وإنّ هذه المسؤوليات نجدها على عاتقنا كمواطنين،و نؤديها من خلال تجاوبنا الكلّي مع القادة المخلصين الذين يتحملون أعباء القيادة في هذه الظروف العصيبة بقيادتك أنت يا فخامة الرئيس. فخامة الرئيس.. إنّ من يظن أنّ جود الطوائف المختلفة في لبنان وتنظيم شؤون هذه الطوائف من أسباب ضعف الإحساس الوطني والقومي ينظر لهذا الأمر من خلال زاوية ضيقة، بل الطوائف المختلفة المنظمة منطلقات للتعاون ونوافذ حضارية على مكاسب لمليارات من البشر في هذا العصر والعصور الماضية، وهي تُدخل هذه التجارب الى لبنان، وتكون جسماً واحداً لا يمكن ان ينقص عضو منه، وبالتالي ذلك يقوّي الوحدة الوطنية الإنسانية. وفيما يخص مجلسنا فأننا نعلن أننا على استعداد كامل للتلاقي مع جميع المسلمين لخدمة الإسلام ديننا العزيز، وللسعي لأجل تقارب أبنائه وتوحيدهم، وعلى استعداد كامل للتلاقي مع جميع الطوائف لخدمة الدين والأخلاق والحفاظ على هذا الوطن الغالي. | |
|