أبو طوني أسد الجنوب
عدد الرسائل : 576 العمر : 34 الموقع : الجنوب-النبطية تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: خطبة لسماحة الإمام السيد موسى الصدر في قرية ياطر بمناسبة ذكرى عاشوراء الخميس سبتمبر 25, 2008 4:12 am | |
| خطبة لسماحة الإمام السيد موسى الصدر في قرية ياطر بمناسبة ذكرى عاشوراء
2/2/1974 في بلدة ياطر الحدودية من قضاء صور، رأس الإحتفال السيد موسى الصدر، الذي استُقبل لدى وصوله – كما كتب مراسل "النهار" إسماعيل صبراوي – بتظاهرة شعبية صاخبة هتفت فيها الجموع: "ثوار وراءك يا إمام" و"الثورة.. الثورة.. يا إمام". وفي الحسينية ألقى خطبة استخلص فيها عبراً من الذكرى. ومما قال سماحة الإمام:
"المطلوب عدم الإكتفاء بهذه الإحتفالات لئلا تتحول الى طقوس ومراسم شكلية متحجرة يختفي وراءها المذنبون، ويُظهر الطغاة ذمتهم أمام الشعب بحجة حضورهم المأتم، ولئلا يصبح البكاء والمشاركة في المأتم بديلاً عن العمل وتنفيساً للغضب الثائر والإحتجاج البناء.
ولكي تصبح الحركة الحسينية مؤسسة وطقوساً علينا أن نحاول إدراك أبعادها والتحرك على ضوء تعاليمها. إنّ الحسين يحدد سبب حركته بكلمتين: "إنّ الحق لا يُعمل به والباطل لا يُتناهى عنه".
وها أنا أسأل: لو كان الحسين بيننا وكان يرى أنّ الحق لا يُعمل به، بل إنهم يتمادَون في عدم العمل بالحق والإستهتار به، فماذا كان يعمل؟
وأضاف: هذه السنة جعلنا الإحتفال الكبير في ياطر، البلد الذي قُصف وغُزي وهُدّمت بيوته وشُرّد بعض أهله ولم يزل معرّضاً للإعتداء. جعلنا هذا الإحتفال في ياطر، وعلى بعد أميال من الحدود، لكي نجعل فصلاً جديداً في تاريخ المأتم الحسينية فنحوّلها الى دوافع للوقوف القوي الثابت بجانب حقنا مهما بلغت التضحيات، ولكي يكون أيضاً فصلاً جديداً في تاريخ مطالبتنا بحقوق المحرومين والمعذبين في لبنان. قلنا فصلاً جديداً في تاريخ المطالبة، ونعيد الى الذاكرة أنّ الطائفة الشيعية منذ أشهر تطالب بالحقوق في حقل الوظائف والمناطق، وقد وضعت وثيقة استقالة الوزراء وحجب ثقة النواب عن الحكومة ضماناً لتنفيذ مطالبها.
في هذا الوقت بالذات، تصدر تشكيلات، وتوزع مشاريع تتجاهل في قسوة متناهية حقوق المحرومين وعمران المناطق المتخلّفة، فهل يبقى للمطالبة من مفهوم؟
ثم قال: أيها الإخوة، إنّ الأساس لبقاء الأوطان العدالة وكرامة المواطن. أما في لبنان فمفهوم كرامة الإنسان وحريته باقٍ كواحة. فالإستئثار والطغيان وتجاهل حقوق الآخرين تزعزع كيان البلد وتعرّض مستقبله للخطر. أما نحن عندما نطالب بالحقوق وبالعدالة، فإننا نصون وطننا، ونحفظ مستقبله وحرية مواطنيه وكرامتهم.
فلتعلموا، أنّ المسؤولين هم الذين يهددون بسلوكهم أمن هذا الوطن وكيانه واستقراره وتعايش أبنائه.
وليعلموا أننا لا نسمح لهم بذلك، لكي يبقى لبنان.
نحن حفظة لبنان، كما نحن مستعدون للدفاع وحمل السلاح. أنا الشيخ المريض مستعد أن أحمل البندقية وأقف معكم على الحدود، أنا على استعداد لكل ما يُطلب منا. لماذا لا يعطون السلاح للجنوبي للدفاع عن بلده، ويعطون لغيره ليقيم العصابات وللإعتداء على الناس؟ لماذا تُصرف الملايين على غير الجنوب؟ لقد صُرف في 4 سنوات 984 مليون ليرة، ولم يُصرف شيء للجنوب وبعلبك والهرمل. أكذوبة الليطاني تدغدغ سمعنا، لا فلس واحد لليطاني، كله كذب بكذب، على رغم إعطائهم جدولاً زمنياً للتنفيذ.
قالوا إنّ التبغ يخسر في لبنان، مع العلم أنه يربح في كل العالم. لقد ربحت "الريجي" هذه السنة 58 مليون ليرة.
وزاد: البارحة اكتشفنا أنه سيتم توزيع 18 مليون ليرة على الطرقات في لبنان. ولا قرش واحد للجنوب، لماذا؟ هل الناس في الجنوب حمير؟
الى أن قال: إنّ احتفالنا في هذه الأرض الطيبة في مكان وجدنا على مدخله بيوتاً هدمها العدو معناه أننا نعيش مشكلات هذه الأرض. إننا نقيم حفلة استشهاد الحسين على مرأى من العدو الغاصب وعلى بعد أمتار منه.
فلنصرخ في وجه حكامنا إذا سمعوا: فليعطوا السلاح للجنوبي، وليعلموا أنّ في هذا البلد إبناً مدللاً وابن جارية، ومنطقة مدللة ومنطقة محرومة. نريد العدل للجميع والدفاع عن الجميع، لأننا على ما يبدو من منطقة صنّفت من الفئة الثالثة، كما صنّف مواطنونا..
| |
|