أبو طوني أسد الجنوب
عدد الرسائل : 576 العمر : 34 الموقع : الجنوب-النبطية تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: ما قصة اختفاء السيد موسى الصدر في ليبيا ؟ الخميس سبتمبر 25, 2008 3:53 am | |
| ما قصة اختفاء السيد موسى الصدر في ليبيا
قد مرّ أكثر من ثلاثون عاما على تغييب السلطات الليبية لمصير السيد موسى الصدر و رفيقيه و قد عرضوا أموالا طائلة لإسكات المطالب اللبنانية دون أن يقولوا الحقيقة و الأمة الإسلامية تتضامن مع عوائلهم و مع الشعب اللبناني و تحمّل السلطات الليبية و المجرم معمر القذافي مسؤولية حياة السيد موسى الصدر و رفيقيه . هو السيد موسى بن صدر الدين ابن إسماعيل ابن صدر الدين ابن صالح شرف الدين من جبل عامل وُلد السيّد الصدر في أحد أحياء قم (في محلّة جهار مردان) في زقاق "عشّاق علي" في الرابع من حزيران من العام 1928 م. و قد تلقى الدروس الحوزوية إلى جانب دراسته الابتدائية في مدرسة "الحياة" الابتدائية في قم سنة 1934 م والثانوية مدرسة "سنائى" في قم ، لكنه قرّر (سنة 1941 م) التفرّغ للدراسة في حوزة قم العلميّة، وقد امتدت دراسته الحوزوية لأكثر من عقد من الزمن ثم أنتسب السيّد إلى كليّة الحقوق في جامعة طهران سنة 1950 م، وتابع دراسته الجامعية إلى جانب دراسته وتدريسه في الحوزة، وكان أول معمم يدخل حرم تلك الجامعة، فنال شهادة الليسانس في الحقوق الاقتصادية سنة 1953 كما تعلَّم اللغتين الإنكليزية والفرنسية بعدما أتقن الفارسية والعربية. وبعد وفاة والده (في سنة 1954 م)،توجه إلى العراق، حيث بقي فيها حتى سنة 1959 م، وقد حضر خلال تلك الفترة دروساً عند عدد من المراجع, (في سنة 1956 م) تزوّج السيد وله من العمر 28 سنة، وأنجب أربعة أولاد، وهم: صدر الدين، وحميد، وحوراء، ومليحة. وبعد وفاة السيد عبد الحسين شرف الدين (في سنة 1957م) هاجر السيد الصدر للمرة الثالثة إلى لبنان سنة 1960 م، بعد وصوله إلى لبنان، أختار السيد موسى الإقامة في مدينة صور،بدأ مباشرةً في إعداد خطة لمواجهة الحرمان الثقافي بالإضافة إلى التدريس في الكلية الجعفرية (صور) والكلية العاملية (بيروت)، وألقى المحاضرات المنتظمة في المراكز الثقافية والاجتماعية والتربوية، واهتم بإقامة علاقات مباشرة مع الشباب والمثقفين. كما أهتم السيد بزيارة المراكز المسيحية الدينية والثقافية. إ إنّ نشاط السيد لم يقتصر على المسجد والمدرسة والجامعة، بل بادر سماحته إلى تأسيس مراكز ومؤسسات أخرى ذات أهمية.. 1.جمعيّة "البِرّ والإحسان"في مدينة 2. تفعيل دور المرأة 3. "بيت الفتاة":لتعليم بنات الفقراء الأشغال اليدوية والخياطة4. معهد التمريض 5. "مؤسسة حياكة السجّاد":6. "مؤسسة جبل عامل المهنية": للاهتمام بالمحرومين والأيتام الذين استشهد آباؤهم وأمهاتهم بسبب الاعتداءات الإسرائيلية،.7. "معهد الدراسات الإسلامية": وكان يدرس في المعهد فضلا عن الطلبة اللبنانيين عدد كبير من أبناء أفريقيا وإندونيسيا والصين وأفغانستان واليابان مسيرة السيد القائد الجهادية الطويلة: في بداية ولايته عمل السيد الصدر على تأمين مقرّ للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في محلة "الحازمية" بضاحية بيروت الشرقية الجنوبية، وسُجّلت ملكية هذا العقار باسم أوقاف الطائفة الشيعية عقاراً ثانياً بضاحية بيروت الغربية الجنوبية (محلّة "خلدة") أُطلق عليه اسم "مدينة الزهراء الثقافية والمهنية"، كذلك، أمّن الانتفاع من قطعة من مشاعات بلدة "الغبيري" في ضاحية بيروت الغربية الجنوبية (محلّة الجناح)، وأنشأ عليها "مستشفى الزهراء" التابع للمجلس. وحقّق سماحته شراء 190 ألف متر مربّع من الأراضي في "الوردانية" (طريق صيدا-بيروت) لتشييد مؤسسات اجتماعية وثقافية ومهنية عليها، وسجّل ملكية هذه الأراضي باسم أوقاف الطائفة. كما حقّق السيد لـ"جمعية البر والإحسان" في صور شراء 900 ألف متر مربّع في بلدة اللبوة (بعلبك) لإنشاء مدرسة فنيّة زراعيّة ومشاريع أخرى عليها، وعمل على توسيع منشآت وتجهيزات لـ"جمعية البر والإحسان" في صور وإنشاء المدرسة الفنية العالية للتمريض كذلك أقام سماحته مبرّة السيد الخوئي لرعاية أبناء الشهداء في برج البراجنة (ضاحية بيروت الجنوبية) وفي بعلبك والهرمل. كما أقام مراكز صحية في برج البراجنة وحيّ السلّم (ضاحية بيروت الجنوبية)، وأيضاً في مدينة صور حيث أقام مدرسة للتعليم الديني. بتاريخ 23-5-1969 م انتخبت الهيأة العامة للمجلس السيد موسى الصدر أول رئيس للمجلس، وأعلن سماحته عن برنامج عمله لتحقيق أهداف المجلس وهي: - تنظيم شؤون الطائفة وتحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية. - القيام بدور إسلامي كامل فكراً وعملاً وجهاداً. - عدم التفرقة بين المسلمين، والسعي للوحدة الكاملة. - التعاون مع الطوائف اللبنانية كافة، وحفظ وحدة لبنان. - ممارسة المسؤوليات الوطنية والقومية، والحفاظ على استقلال لبنان وحريته وسلامة أراضيه. - محاربة الجهل والفقر والتخلف والظلم الاجتماعي والفساد الخلقي. - دعم المقاومة الفلسطينية، والمشاركة الفعلية مع الدول العربية الشقيقة لتحرير الأراضي المغتصبة. 8. "هيأة نصرة الجنوب":اثر العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان بادر السيد بتاريخ 13-5-1970 إلى دعوة الرؤساء الدينيين في الجنوب من مختلف الطوائف وأسّس معهم "هيأة نصرة الجنوب" التي أولت رئاستها للسيد الصـدر ونيابة رئاستها للمطران خريش. 9. "مجلس الجنوب": دعا إلى إضراب وطني عام بتاريخ 26-5-1970، فلبّى الإضراب مختلف فئات الشعب، واجتمع مجلس النواب مساء ذلك اليوم وأقرّ تحت ضغط التعبئة العامة مشروع قانون يقضي بإنشاء مجلس الجنوب مهمته المساهمة في تعزيز صمود الجنوبيين والتعويض عن أضرار الاعتداءات الإسرائيلية والإنفاق على مشاريع وخدمات عامة. 10 . حركة المحرومين: بعد نهاية الحرب دعا إلى مهرجانات شعبية كان أضخمها مهرجان بعلبك بتاريخ 17-4-1974 م، ثم مهرجان صور بتاريخ 5-5-1974م، وضمّ كل منهما أكثر من مائة ألف مواطن أقسموا مع السيد على متابعة جهادهم وأن لا يهدأوا حتى لا يبقى في لبنان محروم واحد أو منطقة محرومة، وهكذا وُلدت حركة المحرومين .تابع السيد الصدر تحركه وعقَد لقاءاتٍ مع شخصيات البلاد ورؤساء الطوائف، وبعد حوار مع نخبة من المفكّرين اللبنانيين من مختلف الطوائف وقّع 190 مفكّراً على لائحة تضم المطالب العشرين التي أعلنها. 11 . أفواج المقاومة اللبنانية "أمل": شكل و بشكل سري جناح عسكري لحركة المحرومين بتاريخ 20-1-1975 م (في ذكرى عاشوراء) وً بتاريخ 6-7-1975م أعلن فيه رسمياً عن ولادة أفواج المقاومة اللبنانية "أمل وجاء هذا الإعلان على اثر انفجار لغم بدورة عسكرية أدى إلى استشهاد 26 وجرح أكثر من 70 في معسكر "عين البنّية". ما قصة اختفاء سماحة السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين في أثناء زيارة رسمية في ليبيا في رمضان المبارك 1398هـ الموافق آب 1978 م من قبل الطاغية القذافي رئيس دولة ليبيا ؟ اثر الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان قام سماحتة بجولة شملت كلاّ من سوريا و الأردن و السعودية و الجزائر داعياً لعقد مؤتمر قمة عربي محدود سعياً لإنهاء محنة لبنان وإنقاذ جنوبه. و قد دعته ليبيا لزيارتها و اللقاء بالقذافي بتأريخ 28\7\78 سافر سماحتة يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحفي الأستاذ عباس بدر الدين (صاحب وكالة أخبار لبنان) إلى ليبيا ,وأقاموا في فندق الشاطئ بطرابلس الغرب، ضيوفاً على السلطات الليبية. أغفلت وسائل الإعلام الليبية أية إشارة إلى قدوم زائرها الرسمي ، كما أغفلت أي خبر عنه خلال إقامته بضيافتها.كما لم يرد منه أي اتصال هاتفي أو رسالة أو خبر لأي كان في لبنان وذلك خلاف عادته في أسفاره. وكذلك حال مرافقيه وبعد أن تأخرت عودة السيد ومرافقيه من ليبيا، طلب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى من القائم بالأعمال الليبي في لبنان بتاريخ 6 أيلول 1978 معلومات في الموضوع، فماطل في إجابة الطلب أربعة أيام عرض بعدها المجلس الموضوع على رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص الذي استدعى القائم بالأعمال الليبي بتاريخ10 أيلول 1978م وأكد له الطلب رسمياً وبصورة مستعجلة. فأجابه ظهر اليوم التالي "أن السيد الصدر ومرافقيه غادروا ليبيا مساء يوم 31 آب 1978م إلى روما على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية ( الرحلة رقم 881)." نظراً لما أثاره هذا الجواب من قلق، حاول رئيس الجمهورية اللبنانية الأستاذ الياس سركيس بتاريخ 12 أيلول 1978م الاتصال هاتفياً بالقذافي، لاستيضاحه في الموضوع وإبلاغه أن ضيوفه لم يصلوا إلى وطنهم ولم يظهروا خارج ليبيا، إلا أن هذه المحاولة لم تنجح بالرغم من تكرارها مراراً في اليوم ذاته، فالمتكلم الليبي على خط الهاتف المطلوب في طرابلس الغرب كان يجيب أن القذافي غير موجود على هذا الخط وكان يعطي رقماً آخر وكان هذا الرقم يطلب من دون جدوى... أما رئيس الحكومة اللبنانية فقد تمكن من الاتصال هاتفياً في اليوم ذاته برئيس الحكومة الليبية الرائد عبد السلام جلود الذي استمهل في بادئ الأمر للإجابة، ثم أجاب في مخابرة لاحقة مكرراً الجواب الذي قدّمه القائم بالأعمال الليبي، ومضيفاً "إن السيد لم يكن راضياً وغادر ليبيا من دون إعلام الجهات الرسمية بموعد سفره ليجري وداعه رسمياً. وعند سؤال العائدين من ليبيا بعد حضورهم احتفال"الفاتح من سبتمبر"، تبين: ان الجانب الليبي أجرى مباحثات مع سماحته بتاريخ 26و27 آب 1978، وفي إحدى جلسات هذه المباحثات أجرى التلفزيون الليبي تصويراً و حديثاً لسماحته، لكنه لم يبث . لقد شوهد سماحته ومرافقيه يخرجون من فندق الشاطئ حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم 31/8/1978 ليستقلوا السيارات الموضوعة بتصرفهم، من أجل الانتقال للاجتماع بالقذافي الذي أكد فيما بعد أنه كان حدد موعداً لهذا الاجتماع في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم نفسه، وأن الاجتماع لم يتم . انتشر خبر اختفاء السيد الصدر وأبرزته الصحف اللبنانية في صفحاتها الأولى بتاريخ 12 أيلول 1978م، وتناقلته الإذاعات ووسائل الإعلام العالمية وتفاعلت القضية لبنانياً وعربياً وإسلامياً، طوال الأيام اللاحقة، وتعددت الاتصالات من مراجع عدة بالقذافي، وبقيت السلطات الليبية ساكته لا تولي القضية أي اهتمام، إلى أن اضطرت تحت ضغط المراجعات والرأي العام العالمي وبعد تحرك بعثة التحقيق اللبنانية وأجهزة التحقيق الإيطالية إلى إصدار بيان رسمي نشر بتاريخ 18 أيلول 1978م تزعم فيه أن السيد الصدر ورفيقيه غادروا طرابلس الغرب في الساعة الثامنة والربع مساء 31 آب 1978 م متجهين إلى روما بطائرة "اليطاليا" (الرحلة 881) و في تاريخ 21/9/78م توجهت مسيرة شعبية كبرى، من بيروت إلى دمشق حيث كان يعقد "مؤتمر قمة الصمود والتصدي" لإثارة قضية السيد الصدر في هذا المؤتمر.وبطلب من القذافي، تمّ اجتماع خاص بينه وبين وفد من المسيرة تألف من علماء وفيه صرّح القذافي: أنه كان حدّد موعداً للاجتماع بالسيد الصدر في الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر يوم 31/8/78 م، إلا أن السيد لم يحضر وقيل للقذافي انه سافر. إلا أن المعلومات المتوافرة من مصادر عدة، تؤكد حصول الاجتماع ووقوع نقاش حاد خلاله وتباين شديد في وجهات النظر بمسألة محنة لبنان والدور الليبي. وتوالت معلومات من مصادر دولية وخاصة ومنها أقوال صرح بها سراً وزير الخارجية الليبي السابق التريكي تفيد أن السيد ورفيقيه احتجزوا بعد الاجتماع. لم تقم ليبيا بأي عمل سوى كتاب وحيد أرسلته سفارتها في بيروت بتاريخ 28/9/78م إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وفيه تورد أن المخابرات الإيطالية أكدت حضور السيد و رفيقه إلى فندق "هوليداي إن" في روما بتاريخ 1/9/78 م، وأن حقائبهما سُلمت إلى النيابة العامة الإيطالية، وأن "جميع وسائل الإعلام الإيطالية تُجمع على أن الدلائل تثبت وصوله إلى روما، وأن اختفاءه قد يكون وراءه أجهزة المخابرات المختلفة الإيرانية والإسرائيلية والأميركية وكذلك الكتائب الحمر والمنظمات الألمانية المتطرفة". إن هذه المعلومات الرسمية الليبية تتنافى مع المعلومات الصحيحة التي توصلت إليها آنذاك أجهزة التحقيق الإيطالي التي كانت استجوبت ( عناصر الشرطة والجمارك في مطار فيوميتشينو- روما و طاقم الطائرة الإيطالية للرحلة 881 و ركاب الدرجة الأولى في هذه الطائرة، و مستخدمي وعمال الفندق " والذين أفادوا جميعاً- بعد إطلاعهم على صورة وأوصاف كل من السيد الصدر ورفيقيه انهم لم يكونوا في عداد ركاب الطائرة المذكورة ولا في عداد الواصلين إلى مطار فيوميشينو، وأنهما ليسا الشخصين اللذين حجزا غرفتين في الفندق المذكور وتركا فيه حقائبهما مع جوازي سفرهما. وهذه التحقيقات أبلغت قبل 28/9/78 م إلى جميع المراجع القضائية والأمنية والحكومية المختصة في روما، بتقرير المفوض رئيس شرطة الحدود في مطار فيوميشينو تاريخ 25/9/78 م وتقرير رئيس شرطة روما تاريخ 27/9/78 م. و أيدت ذلك شركة "اليطاليا" ببلاغ صدر عنها وبثه التلفزيون الإيطالي مساء يوم 25/9/78 وبث التلفزيون الإيطالي، بعد هذا البلاغ مباشرة، مقابلة شخصية مع قائد الطائرة للرحلة المذكورة أفاد انهم لم يكونوا على متن الطائرة في رحلتها هذه، لا بالملابس الدينية ولا بالملابس المدنية. ونفس المعلومات أكدها مدير فندق "هوليداي إن"السيد سكرو كارو و كذلك البعثة الأمنية اللبنانية برئاسة الرائد نبيه فرحات، و ايضا وكالة "رويتر" في روما بتاريخ 2و3/10/78 كما هو ثابت في نشرتها. بل أن بعض نواحي المعلومات لدى وزارة الداخلية الإيطالية تؤكد أنه لم يصل أي واحد منهم إلى إيطاليا. وهذا ايضا ما نشرته صحيفة "المساجيرو" تحت عنوان (هل اختطف حقاً السيد موسى الصدر) " بتاريخ 25/4/79 م نشرت صحيفة "كيهان" الإيرانية تصريحاً للرائد عبد السلام جلود الموجود في إيران آنذاك، تضمن: "أن وثائق قدمت إلى الحكومة الليبية تظهر أن السيد الصدر غادر الجماهيرية فعلاً إلى روما حيث نزل في أحد الفنادق"، وقال: "إن الحكومة الإيطالية أبلغتنا بأن السيد الصدر قد وصل بالفعل إلى إيطاليا". هذا التصريح دفع الحكومة الإيطالية إلى إصدار تكذيب علني له، بواسطة سفيرها في طهران وسفيرها في بيروت، أُبلغ خطياً ورسمياً إلى وزارتي خارجية إيران ولبنان وإلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ونشرته الصحف الإيرانية واللبنانية بتاريخ 6/5/79 م. وبعد هذا التكذيب سُئل في فاس (المغرب) أمين الخارجية الليبية الدكتور علي عبد السلام التريكي عن مكان وجود أو إخفاء السيد الصدر، فأجاب: "اسألوا لبنان." لقد نشرت الصحف اللبنانية وقائع السؤال والجواب بتاريخ11/5/79 م. هذا الجواب فيه تراجع واضح عن الموقف الليبي السابق باتهام إيطاليا، وكان محل تعليق وزير الخارجية اللبناني بقوله: "إنه تصريح غريب وعجيب". (الصحف اللبنانية،12/5/1979) وأخيراً عندما سئل القذافي خلال مؤتمر صحفي عقده في الكويت عن مكان السيد الصدر، أجاب" ... هو الآن بين إيطاليا وفرنسا (!!!) اختفت الحقيقة في هذه الساحة...".("السفير"، 3/7/1979) التحقيق القضائي الإيطالي ونتائجه: بتاريخ 13/9/78 أفادت النيابة العامة الإيطالية في ملف التحقيق: 1- أن طائرة اليطاليا (الرحلة 881) تأخرت عن موعد إقلاعها ساعتين.2- إفادات كل المضيفات والمضيفين في الطائرة، وعددهم خمسة بالإضافة إلى ركاب الطائرة أفادوا أنهم لم يشاهدوا بينهم شخصاً بأوصاف السيد الصدر كما لم يشاهدوا أي شخص بلباس ديني.4- جميع عناصر شرطة الجوازات في مطار فيوميشينو ومراقب الجمارك المناوب نفوا أن يكونوا شاهدوا بين هؤلاء الركاب شخصاً بلباس رجل دين أو أي شخص بصورة السيد الصدر وأوصافه. 5- جميع مستخدمي الاستقبال ونقل الحقائب وخدم الغرف في فندق "هوليداي إن" في روما نفوا جميعاً انطباق مواصفات السيد الصدر والشيخ محمد يعقوب على مواصفات الشخصين اللذين حجزا غرفتين باسميهما في الفندق . وتبين أيضاً أن هذين النزيلين دخلا الفندق حوالي الساعة العاشرة صباحاً أي بعد أكثر من إحدى عشرة ساعة من وصول طائرة اليطاليا (الرحلة 881) إلى المطار في الساعة 23 ليلاً. 6تبين أن حقائب السيد الصدر التي تركها النزيلان في الفندق، خُلطت فيها الألبسة مع الأوراق والملفات والحوائج الأخرى بشكل استدعى ملاحظة المحققين إلى أن أيادي غرباء سبق لها أن أفرغت محتويات هذه الحقائب ثم أعادتها إليها. 7- كما تبين أن صورة سماحة السيد الصدر على جواز سفره سبق نزعها منه قبل إعادتها إليه. تحقيق البعثة الأمنية اللبنانية: بتاريخ 13/9/1978م كانت السلطة اللبنانية قد أوفدت إلى ليبيا وروما بعثة أمنية سياسية برئاسة د.عمر مسيكة أمين عام مجلس الوزراء اللبناني رفضت السلطات الليبية السماح لهذه البعثة بدخول أراضيها، في حين سمحت السلطات الإيطالية لها بدخول إيطاليا وممارسة مهمتها.قدمت في شهر تشرين الأول 1978م إلى السلطات الحكومية والقضائية في لبنان تقريرها الذي توافق تماماً مع تحقيقات وتقارير الأجهزة الأمنية الإيطالية، وخلص إلى النتيجة الآتية: إن السيد الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي. قرار قاضي التحقيق في روما الدكتور دومينيكو نوستر بتاريخ 28/1/ 1982تحت رقم 8168/81 قراراً أورد فيه : "إن التحقيقات الإضافية المعمقة التي أجريت، عززت وأيدت بشدة، نتائج التحقيقات السابقة، وأفرزت أدلة ثبوت متطابقة لا يرقى إليها أدنى شك، وهي وفيرة جدا، بحيث يترتب الجزم، بكل تأكيد، أنه لم يرتكب أي جرم على أراضي الدولة الإيطالية بحق موسى الصدر ومحمد يعقوب وعباس بدر الدين، لأنه ثبت أن المذكورين لم يصلوا مطار فيوميتشينو (روما) في31 آب 1978على متن طائرة اليطاليا (الرحلة881) القادمة من طرابلس، وأن أشخاصاً آخرين غير معروفين انتحلوا شخصيات الأشخاص الثلاثة، وزيفوا أثاراً لدخولهم وإقامتهم على أراضي بلدنا". لقد مرّ اكثر من خمسة و عشرين عاما على تغييب السلطات الليبية لمصير السيد موسى الصدر و رفيقيه و قد عرضوا أموالا طائلة لإسكات المطالب اللبنانية دون أن يقولوا الحقيقة و الأمة الإسلامية تتضامن مع عوائلهم و مع الشعب اللبناني و تحمّل السلطات الليبية و المجرم معمر القذافي مسؤولية حياة السيد موسى الصدر و رفيقيه
إن أشخاصاً آخرين غير معروفين انتحلوا شخصيات الأشخاص الثلاثة، وزيفوا أثاراً لدخولهم وإقامتهم على أراضي ايطاليا".
| |
|