أبو طوني أسد الجنوب
عدد الرسائل : 576 العمر : 34 الموقع : الجنوب-النبطية تاريخ التسجيل : 06/05/2008
| موضوع: مصطفى شمران و الكوادر الأربعاء سبتمبر 24, 2008 2:45 am | |
| مصطفى شمران والكوادر كنا نراقبه وهو يحمل الكاميرا ويلتقط الصور، صور كل شيء في الاحتفال ويصور الحضور، والخطباء، كاميرا في كتفه، ومفكرة يكتب عليها ملاحظات. كانت تلك اولى المشاهد التي انتبهنا اليها عندما رأيناه مع الامام في كل الاماكن التي كان يزورها الامام، عرفنا انه ايراني ودكتور. هذه اولى الانطباعات التي اخذناها عن الشهيد الدكتور مصطفى شمران في مطلع السبعينات في لبنان.
انخرط في اعمال الامام الصدر كلها، في مؤسسة جبل عامل المهنية الى المجلس الشيعي، الى مشروع حركة المحرومين- افواج المقاومة اللبنانية الى كل تفصيل آمن بالإمام الصدر وآمن به، طاقة تدخل في خدمة طاقة توصل لخدمة مشروع الانسان المؤمن في الكون كله. لم نعرف يومها حدود عمله ومستواه الفكري والعملي والعرفاني معاً وفي آن واحد. كان مدرسة في الاخلاق والعمل، طاقة لا حد لها، جهد دؤوب يدخل في كل كبيرة وصغيرة. كان مدهشاً في اختراعه الحلول لكل معضلة، لكن اطرافها عندما عمد الى جرار زراعي ربط في مؤخرته جذوع الاشجار ليكنس مسامير اجهزة مخابرات الرئيس سليمان فرنجية التي القيت على طريق صور كي تمنع عشرات الآلاف من المواطنين الشرفاء من حضور مهرجان صور الذي دعا اليه الامام الصدر اواسط السبعينات. رجل تدهشك دقته في الكلام والعمل، فلكل دقيقة عملها وجهدها المدروس بعناية احترام الوقت وتقديس العمل، أي عمل، حتى ولو كان لقطة لمشهد او كتابة اسطر قليلة في وقت محدد لقضية محددة. وانا ادخل قاعة مؤسسة جبل عامل في البرج الشمالي كان تفكيري موجه على المستوى الثقافي للاخوة والاخوات الذين سأجتمع معهم في اطار مدرسة الكوادر، في مناخ حرارة تموز ورطوبة البحر العالية. وانا ادخل القاعة قبيل اجراء الحوار رأيت صور الدكتور شمران على جدران القاعة، تأملتها صورة صورة واسترجعت تلك الفترة، هي العصر الذهبي لمحرومين لبنان حيث كان قائدهم الكبير بينهم يسألونه فيجيب، يطيعونه ويتذوقون طعم الطاعة الجميل للشرع السماوي الحنيف. كان الدكتور شمران اليد اليمنى للإمام القائد، كان قائداً يلي الامام، اشرف على مخيمات تدريب، زار مناطق قتال خطرة، كتب اشعاراً وخواطر ايمانية غاية في اللطف، عندما نشر بعض تلك الكتابات ادركنا اهمية تأريخ اللحظات، اهمية عقله التنظيمي، واهمية كتابة الملاحظات في حينها. معاناته كانت تفصح عن معاناة الامام الذي كان ملكاً في كبت المعاناة التي يلقاها من اهل السوء على اختلاف اشكالهم والوانهم ومستوياتهم. رجل دقيق يضع كل نقطة في مكانها وكل حرف وكلمة وعمل في مكانه، مرة التقيت به عام 1975 في بيروت وطلبت ضرورة ان التقيه لنقاش مواضيع سياسية وبعض المعلومات الامنية، فوجئت به يقصدني الى بعلبك حيث جلسنا في مقهى رأس العين، وامام البحيرة... كانت جلسة فكرية- سياسية تنظيمية ممتازة، عرفت في تلك الجلسة الطويلة كيف يعمل رجال التاريخ وخدام العقيدة والمؤمنون الحقيقيون. د. شمران رجل من ايران آمن بالثورة المستمرة في كل الاماكن وترك لنا حياته واستشهاده بعد ذلك على ارض الثورة الاسلامية في ايران، ترك لنا امثولة حية عشنا معها واخذنا منها الشيء الكثير مما يعيننا على تحمل الصعاب التي واجهناها في حياته وبعد غيابه الجسدي عنا. د. شمران نحن اللبنانيون نحترمه ونحبه لانه كان معنا محباً لوطننا وانسانه وآمن بقضيتنا وكأنه منا ومن هذه الارض المقدسة في جنوبها حيث رابط مع المرابطين، وعرفته جبالنا في دورات تدريبية لحركة أمل، عرفته اجتماعاتنا التنظيمية كواحد من ابرز العقول في الادارة والتنظيم... تاريخ الدكتور شمران في لبنان تاريخ كتب مرحلة مهمة من تاريخنا في هذا الوطن، اعطانا في عمله ان الحق واحد والعدو واحد والقضية والمصير واحداً ايضاً، اعطانا ان المؤمنون اخوة. عندما غادرت القاعة، رافقني بعض الاخوة والاخوات من طلاب معهد الكوادر حتى المدخل حيث استكملنا الذي جرى اثناء الندوة وبعيد الانتهاء منها ادركت ان حركة أمل بخير طالما ان فيها مؤمنين يقيمون معرضاً للأخ القائد د. شمران ويعملون بحيوية فكرية وتنظيمية واضحة لمستها في كل سؤال ومداخلة، ولمحتها في كل العيون التي رافقت كل كلمة قلتها وانا استعرض تاريخ الامام الصدر، تاريخ حركة المحرومين حركة الانبياء والصالحين. تحية للإمام القائد، تحية للدكتور مصطفى شمرانfficeffice" />>> | |
|