وصايا الإمام الخميني في الحفاظ (قده) على الشهداء

تحدّث الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده) عن حفظ دماء الشهداء وحذر من هدر هذه الدماء الغالية وتضييعها، وقد أوصى بعدة أمور في هذا المجال فيما يندرج تحت عنوان الحفاظ على دماء الشهداء .
ففي هذا المجال يؤكد الإمام على ضرورة إحياء ذكر الشهداء بل ويحذر من نسيانهم وحذفهم من الذاكرة موصياً (قدس سره): "إن كنت حياً بينكم أو لم أكن، فإني أوصيكم جميعاً: ... لا تسمحوا أبداً للذين سبقوا نحو الشهادة المتقدمين بلبس زي الدم، أن يحالوا إلى النسيان في أزقة الحياة المعقدة".
كما وأوصى بزيارة قبورهم الشريف، حيث يقول (قده) : "هذه تربة الشهداء الطاهرة التي ستبقى على يوم القيام مزاراً للعاشقين والعارفين والمتيمين ودار الشفاء للأحرار" طالباً الاستمرار على زيارة قبور الشهداء مهما تقلبت الظروف والأحوال إلى يوم القيامة. .
وفيما يختص بحفظ عوائلهم، وعى الإمام الراحل (قده) ضرورة الإلتفات إلى جوانب مادية مهمة وحثّ على إيلائها الإهتمام الخاص والكبير، داعياً إلى تكفّل أيتام الشهداء وعائلتهم ، قائلاً:"على الشرفاء أن يسلّوا ذوي الشهداء ويتفقدوا أمورهم، ولو أن الألسنة والأقلام عاجزة عن وصف الشباب والكهول الأعزاء الذي أفدوا دماءهم وأرواحهم لإحياء الإسلام والوطن وإنقاذ البلاد من شر الأعداء والسفاكين، وإنها عاجزة أيضاً عن تسلي وتفقد أحوال الآباء والأمهات الذين ربوا في أحضانهم مثل هؤلاء الأولاد وقدموهم هدية للإسلام" .
وغني عن القول أن حفظ دماء الشهيد يكون بحفظ الثمار والنتائج التي قدم روحه للحصول عليها ، إلا أن الإمام الراحل (قده) دعا أن لا نكتفي بعد استشهاده بالوقوف مكاننا والحفاظ على المنجزات، بل أن عليناالإستمرار بالمسيرة إلى الأمام أيضاً، فالحفاظ على المنجزات مطلوب ولكنه غير كافي، بل المطلوب أن نتقدم ونتابع الطريق التي كان يسيرها الشهيد إلى الأمام .
وأخيراً نسأل الله لشهدائنا سؤال الإمام الخميني الراحل (قده) :" أن يكرمنا جميعاً توفيق تحمل المصائب ويمنحنا القدرة لمتابعة مسيرة الشهداء النيّر أكثر من قبل، ويرد كيد الظالمين إلى نحورهم، ويثبت أقدام الشعب الإسلامي المكرم في مسير الجهاد والشهادة" .