الى محمد سعد

بسم الله الرحمن الرحيم

بطل من جنوبي

الى محمد سعد:

يا برعما تفتّح في رياض كوثرنا, يعبق أملا في سماء الجنوب, نهلت من فكر المغيّب مبادئا, وفاضت شجاعتك على كلّ القلوب.....

يا سعدنا بسعد سلب الأعداء سعدهم, وجعلهم في غياهب الظلمة تائهين, يحاولون عبثا أن يختبئوا بحصونهم, ثم تراهم من سطوته هاربين .

يا ابن الأرض الطّاهرة, يا من كان لك الجهاد عنوانا, قضّيت اليهود ليلا في مضاجعهم, وحوّلته بنيرانك فجرا أحمرا, لتصبح أسطورتهم وهما وخيالا, وحفرت على الصخور سطورا خالدة عن ملاحم كنت لها القصّة والعنوان .

يا شهيد المحرومين, جعلت من القرآن سلاحا خاطبت به المؤمنين ومن ذوالفقار صمصاما خاطبت به الأعداء,
فكانوا يرتجفون كلّما ذكر اسمك لسان, وبتّ كابوسا لا يفارق أحلامهم, بعدما كانوا يرون في أرض عامل جنان النعيم .

يا ابن الجنوب, أنت لنا مثل يحتذى, وعظيم يرتجى الوصول اليه, ويكفينا فخرا تقبيل تراب نعليك, كيف لا, وأنت أبيت الخضوع والركوع لغير لربّك, فاستشهدت في بيته وبين يديه, وكيف لا وأنت ابن الصّدر البارّ, ومثالا لكلّ الشرفاء والأحرار, وكيف لا, ونحن ما زلنا نقتات ثمار الشجاعة من أرض روتها دماءك .

يا نصف الجنوب بكتك الأرض طويلا, وما جفّ نبع مآقيها, فمن تمسّكوا بنهجك غذّوا المآقي وسالت دماءهم كالسواقي, يضرّجون الحريّة بصفحاتهم الحمراء, لتشرق شمسك على أرض المقاومين