HADI-T.A

أبو طوني
 
الرئيسيةأسد من الجنوبأحدث الصورالتسجيلدخول

ان دروس الامام السيد موسى الصدر حول الجنوب والمقاومة كان لها الاثر الاكبر في توعية الجنوبيين لمخاطر هذا العدو الصهيوني الغاشم وهكذا كان حين تحمل الجنوبيين مسؤلية المقاومة بمساندة شعبية لبنانية بنسبة كبـير من الى الجنوب كلهالى كل لـبنان... انطلقت المقـاومة الوطنية ضـد الاحتلال الاسرائيلي، منذ اللحظة الأولى لاجتياح بيروت، وهي تعرف أن الطريق طويل وان مقاومة الاحتلال ومقاومة نتائجه تعني انتقالا نوعيا بالوضعية اللبنانية من حالة التفكك الداخلي الذي ساد عشية الغزو الى حالة جديدة، تحاول النهوض مـن الركام وتقدم صياغة جديدة للحاضر والمستقبل، ليس في لبنان فقط بل على امتداد الساحة العربية

ولم تكن المقاومة المسلحة، لتنتصر بدحر الاحتلال، الا لأنها كانت امتدادا حيا لمقاومة شعبية شاملة تمثلت في انتفاضات القرى والتجمعات اللبنانية ضد جيش الاحتلال، رافضة التعامل معه، فهو في فكرها وعقيدتها: “شر مطلق والتعامل معه حرام”.. “ومن يمد يده الى  اسرائيل كمن يمد يده الى جهنم”.. “ولا يظن أحد أنه يستطيع أن يجمع ما بين الولاء لله والولاء لدولة اسرائيل”. 

واذا كان يوم اعتقال الشيخ الشهيد راغب حرب في 19 آذار 1983 سجل انطلاقة الانتفاضة الشعبية الكبرى، فإن انتفاضات القرى والمدن اللبنانية استمرت بتصاعد يوما بعد يوم، تتنقل من قرية الى أخرى، لتعود اليها من جديد.. ولتتحول من ثم كل قرية عن جدارة الى عاصمة كبرى للبنان.. هكذا كانت بلدة معركة يوم استشهاد محمد سعد وخليل جرادي والنبطية في ذكرى عاشوراء وجبشيت يوم اختطف الشيخ عبد الكريم عبيد وكفرصير وعدلون وعربصاليم والنبطية الفوقا والقرعون وصور وصيدا وكفرملكي والسكسكية والعباسية والبيسارية وصولا الى قانا وصدّيقين وديركيفا وبرج قلاويه ودبعال وأنصار الخ. 

وبين 21 أيلول من العام 1982 عندما انطلقت الرصاصة الأولى للمقاومة وصدور بيانها الأول في العاصمة بيروت و25 أيار من العام 2000 كان حلم أبطال المقاومة بالتحرير يقترب كل ساعة فالطلقة الأولى صارت أرضا ملتهبة تحت أقدام المحتلين، تزهر بالشهداء وتفخر ببطولاتهم. 

صارت مواجهات بطولية عمت الوطن من الجنوب الى الجنوب، ومن الجنوب الى البقاع، لتصبح كل الاتجاهات حيثما كنت جنوبا

تفجير مقر القيادة في صور


     في 11/11/1982 سجل التحول الكبير في عمليات رجال المقاومة ضد تجمعات العدو الاسرائيلي: بدء العمليات الاستشهادية. 

ففي صبيحة ذلك اليوم، قاد فتى من دير “قانون النهر” يدعى أحمد قصـير ولقبه “حيـدر” سيارة مـرسيدس مفخخة بأكثر من مئتي كيلوغـرام من المواد المتفجرة واقتحم بها مقر الحـاكم العسكري الاسرائيلي لمـنطقة صور، وللحظات.. لم يصدق كثيرون ما سمعوا، ولـكن التفاصيل بدأت تتوالى، “لقد دمر المبنى المؤلف من 8 طوابق على من فيه”، قال أوري أور قـائد المنـطقة الشمالية في جيش الاحتلال واضاف “لقد كانت الصدمة الأولى والصدمة الأقوى للجيش الاسرائيلي في لبنان”. 
المحصلة النهائية للعملية البطولية كانت 74 قتيلا و27 مفقودا وفق ما اعترف به الناطق العسكري الاسرائيلي، وظل اسم منفذ العملية مجهولا حتى 19 أيار 1985 عندما أعلنت المقاومة الاسلامية اسم أحمد قصير المنفذ للعملية الاستشهادية الأولى. 


استمرت عمليات المقاومة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي بشكل يـومي وسجل بين الشهر الاول من عام 1983 والشهر السادس منه تنفيذ 53 هجوما من بينها هجوم على أوتوبيس عسكري في عرمون أوقـع 18 عسكريا اسرائيليا أصيبوا بجروح، كما سجل خلال هذه الفترة تفجير ملالة اسرائيلية بجنودها الخمسة في غاليري سمعان مما أدى الى مقتل 3 جنود وإصابة جنديين بجروح.
هذا كانت اول عملية عملية استشهادية من هذا النوع لتساعد على تفجير شعلة المقاومة ضد الاحتلال الغاشم وتوالت عمليات المقاومة ...

دخل لبنان تاريخ وعصر جديد بعد انتفاضة السادس من شباط عام 1984 التي غيرت مجرى الأحداث وقلبت موازين القوى رأسا فزلزال الانتفاضة شكل صدمة كبيرة وعنيفة لحكم الرئيس أمين الجميل الذي كان قد بدأ بالتصدع والتفكك نتيجة المقاطعة السياسية والشعبية له خصوصا من الاطراف والقوى الوطنية والاسلامية تحديدا فدخلت البلاد في أخطر المراحل بعد الانقسام السياسي والعسكري فتسارعت الوساطات والاتصالات الداخلية والخارجية لإنقاذ الموقف ومنع انهيار البلاد/ ونجحت المساعي بالتالي في حمل الأطراف  المتصارعة للذهاب إلى مؤتمر لوزان  الذي شارك فيه أقطاب السياسية والحرب في لبنان وحضره عصبا الانتفاضة نبيه بري ووليد جنبلاط بعد أن استطاعا إسقاط اتفاق 17 أيار وارغام الرئيس أمين الجميل التراجع عنه وشكل مؤتمر لوزان نقطة تحول هامة وبداية علاقة بين المعارضة والحكم برئاسة أمين الجميل أدت فيما بعد وتحديدا في نيسان من العام 1984 إلى مشاركة رئيس الحركة نبيه بري كوزير في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها الرئيس رشيد كرامي  وكانت المرة الأولى التي يتولى فيها نبيه بري  منصب رسمي رفيع في الدولة اللبنانية.

وفرت انتفاضة 6 شباط ارضية وقاعدة خلفية صلبة وقوية لدعم المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي فعملت حركة امل ليل نهار على توفير المستلزمات العسكرية الضرورية لمقاوميها في الجنوب الذي كان يشهد غليانا وتصاعداً واسعاً للعمليات والمواجهات ضد الجنود الإسرائيليين وتحولت الحركة إلى راس حربة للمقاومة وقدمت الشهيد تلو الشهيد بعدما اربكت حركة الإسرائيليين وكبدتهم خسائر فادحة وأمام كل هذا لجاءت قوات الاحتلال إلى استخدام أسلوب المجازر والاغتيالات وتصفية مسئولي المقاومة وعناصرها البارزة كما حصل مع المقاوم الحركي مرشد نحاس الذي اغتالته وحدة من المخابرات الإسرائيلية في بلدته بدياس عام 1984 ونتيجة للعمليات الوحشية الإسرائيلية اندفع الجنوبيون للمواجهة بصدورهم العارية لكسر القبضة الحديدية التي فرضتها إسرائيل على بعض القرى والبلدات الجنوبية فاقدم المجاهد الحركي الشاب بلال فحص على تفجير نفسه بدورية عسكرية إسرائيلية في منطقة الزهراني في 16 حزيران من العام 1984 ليكون أول استشهادي لبناني يشق الدرب أمام استشهاديين آخرين  ويصبح رمزاً لكل المقاومين الأبطال.


يوم 5/2/1985 خرج الشاب حسن قصير من مؤسسة جبل عامل المهنية بعد أن شارك بامتحانات الرياضيات ولم يكن في علم أحد الى أي اتجاه مضى.. فجأة دوى صوت انفجار ضخم... وتوالت الأخبار عن أن الشاب حسن قصير اقتحم بسيارته قافلة كـبيرة من القـوات الاسرائيلية المنسحبة من منطقتي صيدا والزهـراني، وذكرت معلومات أن 22 جنديا اسرائيليا أصيبوا بجروح بعضها خطرة... وأعلنت حركة أمل ( افواج المقاومة اللينانية) مسؤوليتها عن العملية “التي نفذها أحد تلامذة القائد محمد سعد”



 

في 10/3/1985، عملية بطولية جريئة، وهذه المرة في جنوب الجنوب، وعلى مقربة من الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، شاب يقود سيارة مفخخة ويتفجر في قافلة اسرائيلية قرب مستعمرة المطلة، وتأتي نتائج العملية واختيار مكانها كالصاعقة داخل الكيان الاسرائيلي. 
اعترف الناطق العسكري الاسرائيلي بسقوط 12 جنديا وجرح 14، أما في بيروت فقد وزعت المقاومة الاسلامية بيانا أعلنت فيه مسؤوليتها عن العملية وان أحد مجاهديها أبو زينب نفذها انتقاما للدماء الزكية التي سالت في مجزرتي معركة وبئر العبد. 

سناء محيدلي: عروس الجنوب 

     في 9/4/1985 نفذت الفتاة سناء محيدلي من الحزب القومي السوري العملية الاستشهادية الأولى التي تنفذها فتاة لبنانية عربية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي.كانت سناء تقود سيارة بيجو عند بوابة باتر التي أقامها جيش الاحتلال وبعد عبورها الحاجز الأول اتجهت سناء بسيارتها المفخخة نحو قافلة عسكرية تتحرك في المنطقة. الناطق العسكري الاسرائيلي اعترف بالعملية وقال: “إن ضابطين من الجيش الاسرائيلي قتلا وان جنديين آخرين أصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة”...
وهكذا لم يكن يمر أسبوع على تنفيذ عملية استشهادية حتى كانت المناطق المحتلة تشهد عملية مماثلة. وسنكتفي في هذه العجالة بذكر أسماء أبطال هذه العمليات وأماكن تنفيذها: 
الشهيد مالك وهبي (نسر البقاع) جسر القاسمية 20/4/1985. 
الشهيدة وفاء نور الدين (شهيدة النبطية) 9/5/1985. 
الشهيدة ابتسام حرب (فتاة الجبل) رأس البياضة 9/7/1985. 
الشهيد خالد أزرق الزامرية 9/7/1985. 
الشهيد هشام عباس كفرتبنيت 15/7/1985. 
الشهيد علي غازي طالب أرنون 31/7/1985. 
الشهيد جمال ساطي حاصبيا 6/8/1985. 
الشهيد عبد الله عبد القادر بيت ياحون 15/8/1985. 
الشهيد مناع قطايا ريمات/ جزين 28/8/1985. 
الشهيد عصام عبد الساتر كفرحونة 3/9/1985. 
الشهيدة مريم خير الدين حاصبيا 12/9/1985. 
الشهيد علي طلبة حسن رأس البياضة 18/9/1985. 
وفي شهر تشرين الأول من العام 1985 نفذ أربعة أبطال من الحزب الشيوعي اللبناني هجوما اقتحاميا ضد مبنى إذاعة “صوت الأمل” الناطقة باسم ميليشيات أنطوان لحد فدمروه وخاضوا معارك واسعة مع حراسه قبل أن يستشهدوا وهم: الياس حرب، ميشال صليبا، حسام حجازي وناصر خرفان، وفي الشهر نفسه نفذ الشاب أحمد جمعة عملية استشهادية ضد حاجز العملاء في بلدة ريمات جزين.

1987: عام المواجهات 


     وفي هجوم نوعي للمقاومة منذ انطلاقتها صيف 1982 أسرت احدى مجموعاتها جنديين اسرائيليين (17/2/1986) في مكمن نصبته لسيارة كانت تنقلهما قرب بيت ياحون داخل الحزام الأمني، وقد أعلنت “المقاومة الاسلامية” مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي قتل فيه أيضا جنديان من الجيش الجنوبي المتعامل.
وفي اطار العمليات النوعية أيضا نفذت (11/7/1986)   نفذت القومية السورية نورما أبي حسان من أيطو زغرتا عملية استشهادية ضد مركز مشترك للمخابرات الاسرائيلية وميليشيات أنطوان لحد في ساحة جزين. 

في 18/9/1986 نفذت المقاومة الاسلامية واحدة من أهم العمليات عندما سيطرت لمدة ست ساعات على موقعين حصينين لميليشيات أنطوان لحد في جبل الريحان بعد معارك مواجهة عنيفة استخدمت فيها الاسلحة الفردية والقنابل اليدوية وتحولت الى اشتباكات بالسلاح الأبيض في بعض مراحلها، وقد أعلنت المقاومة أن رجالها أبادوا عناصر المواقع واعترفت اذاعة الميليشيات المتعاملة ب 11 قتيلا و24 جريحا. 

وفي مواجهة بطولية سيطر رجال المقاومة الاسلامية (2/1/1987) على موقعين لميليشيات أنطوان لحد في تلال برعشيت وبيت ياحون، وأسفر عن استشهاد مقاومين ومقتل العديد من عناصر الميليشيات (اعترفت اسرائيل بستة منهم) وتدمير ثلاث آليات وغنمت المقاومة اسلحة وذخائر وملالة من نوع “ام 113” نقلوها الى بلدة دير قانون النهر. 

في اليوم ذاته كانت مجموعات من حركة أمل (أفواج المقاومة اللبنانية) تخوض مواجهة مع مواقع الاحتلال والميليشيات في جبل صافي اعترف الجيش الاسرائيلي بقتيلين و3 جرحى من ميليشيات لحد. 
ومثل هذه المواجهات البطولية ظهر واضحا انها اصبحت في صلب استراتيجية المقاومة في خطة تبدأ اولا في ضرب الجدار الذي يختبئ وراءه الاحتلال وهو جيش العميل انطوان لحد، ومن ثم زرع الرعب في عناصر جيشه. 

ففي (18/4/1987) خاض اكثر من 250 مقاتلا من رجال حزب الله “المقاومة الاسلامية” مجابهات عنيفة مع قوات الاحتلال وميليشيات لحد في موقعي الشومرية وعلمان وصفتها المقاومة بأنها واحدة من اكبر الهجمات ضد القوات الاسرائيلية، وادت الى سيطرة المقاومين على الموقعين، فترة من الوقت، وقتل عشرة اسرائيليين واربعة عناصر لحدية. في حين استشهد للمقاومة في هذه المواجهات 19 شهيداً. 

وفي 30/5/1987 شنت “المقاومة الاسلامية” هجوما واسعا على قوات الاحتلال وميليشيات لحد، وتمكن مئات المقاتلين من السيطرة على اربعة مواقع معادية في تلال جبل صافي ومنطقة جزين وقصفوا بالصواريخ اثني عشر موقعاً آخر، وقد اسفرت العملية التي اطلقت عليها تسمية “عملية بدر الكبرى” عن تدمير المواقع بما فيها من بطاريات مدفعية وآليات وسيارات وغنم المقاومون آلية مدرعة نصف مجنزرة واسلحة وذخائر نقلوها الى المناطق المحررة، فيما سقط من القوى المعادية احد عشر قتيلاً لحدياً وستة وعشرون جريحاً اعترفت اسرائيل بستة جنود اسرائيليين من بينهم

إشارة هنا الى تقرير نشر بداية العام 1988 عن حصيلة عمليات المقاومة وجاء فيه ان 683 عملية ضد قوات الاحتلال وقوات العميل لحد ادت الى 328 اصابة في صفوفها وتوزعت الاصابات على الشكل الآتي: 24 قتيلا و87 جريحا من جيش الاحتلال و64 قتيلا و265 جريحا في صفوف جيش لحد، وسقط للمقاومة 115 شهيدا و89 جريحا.

1988: تزايد العمليات

 

     العام 1988 سجلت المقاومة الوطنية والاسلامية عمليات بطولية ضد العدو وعملائه ألهبت الشريط الحدودي المحتل ونالت من كبير العملاء انطوان لحد نفسه من خلال المناضلة سهى بشارة، حتى بلغت الجدار المسمى بالجدار الطيب من خلال الشهيد الحر العاملي عبد الله عطوي، اضافة الى عشرات العمليات الجريئة والنوعية التي اكدت اصرار المجاهدين اللبنانيين على التصدي للعدو وعملائه حتى نهاية الاحتلال المظلم. 

لقد نفذ رجال المقاومة خلال العام 1988 عددا كبيرا من العمليات الجريئة بلغت 554 عملية ادت الى ايقاع 243 اصابة في صفوف الاحتلال وميليشياته، توزعت على الشكل الآتي: 
21 قتيلا و73 جريحا في جيش الاحتلال. 
43 قتيلا و106 جرحى في جيش العميل لحد. 
وسقط لرجال المقاومة 107 شهداء. 
وكما سبقت الاشارة من اهم العمليات كان الهجوم الانتحاري للحر العاملي شهيد المقاومة الاسلامية عبد الله عطوي بسيارته المفخخة ضد قافلة اسرائيلية عند بوابة العبور في المطلة بالقرب من بلدة كفركلا تاريخ 19 تشرين الاول والتي ادت الى مقتل ثمانية وجرح تسعة من جيش الاحتلال. 
يوم 9 كانون الاول كانت المناضلة سهى بشارة تنتظر كبير العملاء انطوان لحد حتى يصل الى منزله فتعاجله بثلاث رصاصات ادخلته الى حجرة العناية الفائقة في مستشفى رامبام في حيفا بعد ان تم اسر المناضلة بشارة. 
“تذكير هنا بأن قوات الاحتلال قد نصبت لحد على رأس “الجيش الجنوبي” بعد 60 يوما على وفاة سعد حداد وشهر على الغاء اتفاق 17 ايار بتاريخ 4/4/1984”. 
وفي عملية عسكرية واسعة قام الجيش الاسرائيلي بأوسع اجتياح للأراضي اللبنانية بعد اجتياحي العام 1978 والعام 1982 وتمدد من القطاع الشرقي في الجنوب الى البقاع الغربي حيث دارت مواجهة ضارية بين قوة مؤللة اسرائيلية تمكنت من اقتحام بلدة ميدون، وبين المقاومين اللبنانيين، واسفرت باعتراف اسرائيل عن مقتل ضابط وجنديين وجرح 7 آخرين، في حين اعلنت حركة “أمل” عن استشهاد ثلاثة مقاومين كما اعلنت “المقاومة الاسلامية” عن اصابة عشرة مقاومين من مقاتليها. 
عام 1989 سجل فيه أبرز محطاته قيام المقاوم الشيخ اسعد برو من المقاومة الاسلامية بأقتحام قافلة عسكرية قرب المطلة بواسطة سيارة مفخخة، مما ادى الى سقوط عدد كبير من الاصابات في صفوف العدو، وقد جاءت هذه العملية ردا على اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد. 
فبعد تصاعد عمليات ومواجهات “المقاومة الاسلامية” الامر الذي انزل بجيش الاحتلال خسائر كبيرة اقدمت قوات “كوماندوس” اسرائيلية (28/7/1989) على اختطاف إمام بلدة جبشيت الشيخ عبد الكريم عبيد من منزله في وسط بلدة جبشيت وذلك في عملية انزال مجوقلة استخدمت لها مئة جندي انزلتهم ثلاث مروحيات. 
لم يقتصر رد “حزب الله” المقاومة الاسلامية على العملية الاستشهادية التي نفذها الشيخ اسعد برو، فقد خاض رجال المقاومة مواجهات واسعة استمرت في بعضها لاكثر من 24 ساعة، منها مواجهات زمريا وارنون، وقد شهد العام 1991 هذه المواجهات بشكل يومي كما تخلل هذه الفترة نشاط لافت في عمليات القوى الفلسطينية، وخصوصا الاسلامية منها.

اغتيال الموسوي


    عام 1992 بدأ حاراً جداً على جبهة جيش الاحتلال المقاومة الاسلامية وتخلله اقتحام مواقع عدة لجيش الاحتلال والميليشيات المتعاملة، على ان الابرز في هذا العام كان قيام اسرائيل بواسطة طائراتها باغتيال الامين لحزب الله السيد عباس الموسوي وذلك يوم 16/2/1992، بينما كان موكبه عائدا من جبشيت فأصيبت السيارة التي كان فيها مع زوجته وولدهما. 
“حزب الله” اعلن ان حربه مع اسرائيل مفتوحة، وان قصف المناطق والقرى الآهلة بالسكان سيكون الرد عليه بالمثل. 
في 21/2/1992 استخدمت المقاومة الاسلامية كما لم تستخدم من قبل صواريخ “الكاتيوشا” فقصفت التجمعات الاسرائيلية واجبرت قوة من جيش الاحتلال على الانسحاب من منطقة كفرا ياطر والعودة الى الحزام الأمني، ومنذ ذلك الحين يمكن القول دخل صاروخ “الكاتيوشا” في معادلة المقاومة بشكل واسع. 
وفي رد آخر على الغارات الاسرائيلية ضد المدنيين والعمق اللبناني (منطقة البقاع) سقطت (22/5) عشرات صواريخ “الكاتيوشا” على مرجعيون واوقعت خسائر مادية وبشرية بينها 3 قتلى اسرائيليين. 
ترافق القصف مع هجوم واسع استهدف 12 موقعا اسرائيليا وللجيش المتعامل واسفر اضافة الى مقتل 6 من عناصر لحد عن اسر اربعة عناصر في موقع علمان. 
وفي عملية شكلت ضربة قاسية للاحتلال وجهت المقاومة الاسلامية (5/10/1992) ضربة قاسية الى “جيش لحد” بقتلها المسؤول عن جهاز أمنه في منطقة بنت جبيل حسين عبد النبي.

1993: 423 عملية 


     عام 1993 نفذت المقاومة 423 عملية موزعة على النحو الآتي: مواجهة واشتباك 18، تفجير عبوة 38، قصف 122، مكمن 68، هجوم 168، اعدام (عملاء) 3. 

وادت هذه العمليات، بحسب اعترافات اسرائيل الى مقتل 23 جنديا اسرائيليا وجرح 100، ومقتل 27 عنصرا من “جيش لبناني الجنوبي” وجرح 104، كذلك اسرت 13 عنصرا من “الجنوبي” وسلم 14 آخرون انفسهم للمقاومة. 
 

عملية “تصفية الحسابات” 


    
على ان الحدث الابرز على صعيد الصراع بين المقاومة واسرائيل كان الاجتياح الجوي والاعتداءات الاسرائيلية الاوسع والاعنف منذ العام 1982 والذي بدأ في 25/7/1993 واستمر اسبوعا كاملا، وكانت نتيجته تدميرا واسعا في اكثر من 70 قرية وبلدة وتهجير حوالى 300 ألف مواطن وسقوط اكثر من 115 شهيدا من المدنيين وفي تقرير أمني رسمي ذكر ان العدو شن 1124 غارة وقصف 28 ألف قذيفة. 

اما رد المقاومة على هذا العدوان فكان بحجمه فانهالت صواريخ “الكاتيوشا” على المستعمرات داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ومواقع الجيش الاسرائيلي والميليشيات المتعاملة معه في الحزام الأمني. 

وفي النتائج السياسية لهذا العدوان نجحت المقاومة بدعم رسمي لبناني وسوري في الصمود ولم تقدم اية تنازلات سياسية طالبت بها اسرائيل ودعمتها بها الولايات المتحدة الاميركية، بل على العكس من ذلك نجحت المقاومة بصمودها في فرض تفاهم شفهي عرف باسم “تفاهم الكاتيوشا” برعاية اميركية وفيه ما ينص على حق المقاومة في القيام بعمليات ضد مواقع الجيش الاسرائيلي مع التقيد من جانبها ومن جانب اسرائيل في عدم استهداف المواقع المدنية في العمليات العسكرية. 

ولم يمر اسبوع على التوصل لهذا التفاهم حتى تلقت قوات الاحتلال واحدة من اقسى الضربات (19/8/1993) في جنوبي لبنان منذ سنوات حيث سقط تسعة جنود قتلى واصيب خمسة آخرون بجروح في عمليتي تفجير عبوات ناسفة نفذتهما المقاومة في منطقة الشريط الحدودي المحتل وهو ما اعتبره شمعون بيريز ب”مأساة كبرى”، اما وزير الشرطة موشي شاحال وفي محاولة لتخفيف حدة المطالبة بالانسحاب من لبنان على اثر هذه العملية، قال: “لا شيء بل لا احد سيمنعنا من الاحتفاظ بحرية تحركنا... بالرغم من هجوم الخميس فإن عملية تصفية الحسابات نجحت وحققت اهدافها لان حزب الله لن يطلق بعد الآن النار على مناطقنا في شمالي اسرائيل”. 

في (16/11) شنت المقاومة الاسلامية هجوما على موقع طلوسة وتمكنت من اسر 12 عنصرا من الجنوبي. 


 

1994: 513 عملية

     عام 1994 تمكنت المقاومة من تنفيذ 513 عملية وكان من ابرز قتلى الاحتلال والجيش المتعامل في هذا العام عبد النبي بزي الملقب “الجلبوط” الذي قتل في عملية على طريق بيت ياحون، فيما نفذت عمليات ضد عقل هاشم ورياض العبد الله وهما من ابرز قيادات الجنوبي. 

ومن أبرز العمليات التي نفذتها “المقاومة الاسلامية” هذا العام احتلال موقع الدبشة في (6/12) اذ احتل الموقع لوقت طويل وفر الجنود الاسرائيليون المرابطون فيه ومعهم عناصر “الجنوبي” الامر الذي اثار ضجة في الكيان الصهيوني فتح بعدها تحقيق في هذه الهزيمة. 

عملية اخرى جريئة للمقاومة سجلت خلال العام 1994 وادت الى قتل خمسة جنود وجرح عدد آخر. وكان لهذه العملية التي نفذت بواسطة كمين لرتل اسرائيلي مؤلل دمرت خلاله دبابة “ميركافا”، ان تفقد العدو اعصابه، فالهبت المدفعية الاسرائيلية الجنوب وراحت طائراته الحربية تشن غارات عنيفة استهدفت مواقع للمقاومة الاسلامية ولوحت اسرائيل ب”عملية جديدة كحرب الايام السبعة”. 

وفي 11/11/1994 تحولت منطقة مرجعيون طوال 4 ساعات، ساحة حرب حقيقية استخدمت فيها اسلحة الجو والبر على اختلافها، اثر هجوم شنته مجموعة من المقاومة الاسلامية في عمق “الحزام الأمني” واوقعت فيه قتيلا اسرائيليا برتبة ضابط و7 جرحى جنود، كما قتل عنصر من “جيش لبنان الجنوبي” وجرح اثنان آخران. 

نشير الى ان تقريرا امنيا ذكر انه سقط لاسرائيل في العام 1994 (26) قتيلا و83 جريحا بحسب اعتراف اسرائيل، فيما اكدت مصادر المقاومة سقوط ما لا يقل عن 47 جنديا قتيلا و66 جريحا، كذلك ذكرت المصادر الاسرائيلية ان “الجيش المتعامل” خسر خلال هذا العام ما لا يقل عن 40 قتيلا و36 جريحا، فيما اكدت مصادر المقاومة ان هناك 46 قتيلا و45 جريحا، وخسرت المقاومة (كل الفصائل) 88 شهيدا وخمسة اسرى بينهم 69 شهيدا ل”المقاومة الاسلامية” بينهم 26 في الغارة على المعسكر الكشفي في عين كوكب، البقاع. 
 

1995: المقاومة تتصاعد 


     تصاعد عمليات المقاومة وتناميها في الجنوب والبقاع الغربي كان واحدا من ثوابت العام 1995، اذ ان الاحصاءات تظهر ان فصائل المقاومة، وفي مقدمتها المقاومة الاسلامية، نفذت (بحسب بياناتها) نحو 876 عملية اي بزيادة نحو 363 عملية عن العام الذي سبق. 

وبحسب احصاءات المقاومة الاسلامية فإن ما لا يقل عن 55 في المئة من عمليات المقاومة خلال العام 1995 استهدفت دوريات الجيش الاسرائيلي ومواقعه بالذات، وهو ما يظهر ان المقاومة استفادت الى حد كبير من ما سمي “تفاهم تموز 1993” الذي ينص صراحة على الا تتعرض اسرائيل للقرى الجنوبية الآمنة بالقصف بالطيران والمدفعية، في مقابل الا توجه المقاومة صواريخ “الكاتيوشا” الى المستوطنات الاسرائيلية في الجليل الأعلى. 

كما سجل عام 1995 عودة حزب الله المقاومة الاسلامية الى اسلوب العمليات الاستشهادية، اذ نفذ أحد مقاوميه صلاح غندور عملية بالقرب من بنت جبيل (25/4) استهدفت دورية اسرائيلية وذكرت معلومات الوكالات الدولية ان هذه العملية اوقعت عشرة جرحى اسرائيليين وعشرين عنصرا من الميليشيا المتعاملة. 

من جانب آخر اعلنت “المقاومة الاسلامية” انها قصفت خلال العام 1995 المستوطنات الاسرائيلية 15 مرة بصواريخ ال”كاتيوشا” ردا على قصف اسرائيل لاهداف مدنية في الجنوب، وافادت المصادر الاسرائيلية ان هذا القصف ادى الى مقتل مستوطن واحد وجرح 52 آخرين. 

وفي العام 1995 خسرت المقاومة الاسلامية اثنين من قيادييها الميدانيين بعمليات خارج الشريط المحتل، عندما لاحقت المروحيات الاسرائيلية (21/2) القائد رضا ياسين بينما كان يمر بسيارته على طريق دردغيا الحميري في قضاء صور ثم قصفتها بصاروخ مما ادى الى استشهاد ياسين، وفي شهر تشرين الثاني فجر مجهولون عبوة ناسفة بسيارة المسؤول سعيد حرب في بلدة جبشيت مما أدى الى استشهاده على الفور. 

بلغ عدد الاصابات في الجيش الاسرائيلي بحسب بيانات المقاومة عام 1995، نحو 60 قتيلا و208 جرحى، فيما بلغ عدد الاصابات في “جيش لبنان الجنوبي” بحسب البيانات نفسها، 70 قتيلا و144 جريحا، اما الاعتراف الاسرائيلي بالخسائر فقد اقتصر على 29 قتيلا و165 جريحا. 

أهم العمليات التي نفذت في خلال العام 1995 هي: 

عملية الدبشة في 17/5 والتي ادت الى مقتل 3 اسرائيليين وجرح 13 آخرين وهجوم آخر على موقع برعشيت بتاريخ 18/6 ادى الى مقتل عسكريين وجرح 5 من جيش الاحتلال. 

في 16/9 مقتل ضابط اسرائيلي وجرح اثنين في عملية للمقاومة في العديسة. 

13/10 مقتل 10 اسرائيليين وجرح 11 في هجومين على قافلة اسرائيلية في العيشية وعلى قوة مدرعة في مزرعة المحمودية. 
 

1996: تصعيد إسرائيلي 


    بدأ العام 1996 بتصعيد اسرائيلي واسع من خلال غارات جوية وقصف مدفعي، وقد ظهر واضحا ان هدفا سياسيا كان وراء هذا التصعيد يتلخص في تعديل “تفاهم الكاتيوشا” لعام 1993، خصوصا في ظل ارتفاع كبير في وتيرة عمليات المقاومة ونوعية هذه العمليات التي سجلت اصابات كبيرة في صفوف جيش الاحتلال والميليشيات المتعاملة. 

في (20/3) دفعت العملية الاستشهادية التي نفذها المقاوم علي أشمر من “حزب الله” في قافلة عسكرية اسرائيلية في الجنوب مما أوقع قتيلا اسرائيليا برتبة نقيب و5 جرحى آخرين، دفعت هذه العملية السباق بين التهديدات العسكرية والجهود الديبلوماسية الى ذروته، وسط ازدياد المخاوف من تصعيد واسع تذكيه حرب كلامية لا سابق لها في الدولة العبرية بين مطالب بتنفيذ عملية واسعة في لبنان ومطالب بالانسحاب الفوري، الأمر الذي وضع حكومة شمعون بيريز في مأزق لم تجد مجالا للهرب منه إلا بتنفيذ عدوان واسع ضد لبنان بدأ يوم 11/4 واستمر 17 يوما مع التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار عرف ب”تفاهم نيسان” وشاركت فيه سوريا والدولة اللبنانية بشكل غير مباشر مع اسرائيل بوساطة أميركية فرنسية مشتركة وتشكل بمقتضاه بعد ذلك لجنة للمراقبة شاركت فيها الولايات المتحدة وفرنسا واسرائيل وسوريا ولبنان، ومن ابرز بنوده اعادة التأكيد على الامتناع عن قصف المناطق الآهلة بالسكان وعدم استخدامها في العمليات العسكرية. 

العدوان الاسرائيلي ضد لبنان (نيسان 1996) طال جميع المناطق اللبنانية بالقصف الجوي والبحري ودمر البنى التحتية بما فيها محطات الكهرباء والمياه، لكن ما ارتكبه العدو في عدوانه كان المجزرة في مركز للقوة الدولية في قانا فقتل أكثر من 130 مدنيا وسقط 150 جريحا. 

في (12/5/1996) ظهر الارباك واضحا على الحكومة الاسرائيلية بعد ان شعرت باهتزاز جديد في مصداقيتها في اعقاب تعرض جنودها في جنوبي لبنان لأول اصابات منذ وقف اطلاق النار والتوصل الى تفاهم نيسان، فقد نصبت مجموعة للمقاومة الاسلامية كمينا لدورية اسرائيلية على طريق سجد الريحان وامطروها بالقذائف والرصاص فأصيب خمسة بينهم 3 ضباط. 

وفي أكبر عملية للمقاومة منذ “التفاهم” قتل أربعة عسكريين اسرائيليين هم 3 ضباط ورقيب وجرح سبعة آخرون في انفجار عبوتين ناسفتين وسط بلدة مرجعيون (30/5) في عمق الحزام الأمني الواقع تحت الاحتلال، وقد ساد اسرائيل الارتباك مرة أخرى واشتعلت نقاشات بين “الليكود” و”العمل” حول “تفاهم نيسان” وهل هو في مصلحة اسرائيل خصوصا وان عمليات المقاومة ومواقعها لا تمس وليس فيها ما يخرق “التفاهم”. 

وهكذا توالت الضربات الموجعة ضد جيش الاحتلال مشيرة الى استخدام المقاومة اسلحة صاروخية متطورة، وفي عملية ناجحة قتل خمسة جنود اسرائيليين بينهم ضابطان وجرح ثمانية آخرون (10/6) ضد موقع الدبشة. 

ويقول “ميخائيل سيسار”: “ان صورة احتلال موقع تلة الدبشة يترك بالتأكيد أثرا على جندي طوال حياته كانوا يقولون له ان الجيش الاسرائيلي لا يترك مواقعه، وان الجيش الاسرائيلي لا يقهر، وحتى إذا لم يعترف الجنود بذلك فمن المؤكد ان هذا سوف يؤثر على المعنويات، ان هذا يشبه بعوضة صغيرة تتسلل الى الدماغ ولا تتوقف عن اللسع”. 

وتحت عنوان “فيلم من اخراج حسن نصر الله” جاء في تقرير نشر في المجلة الناطقة بلسان الجيش الاسرائيلي: “ان جزءا من قوة اسناد العمليات يتمثل عند حزب الله بوحدة التصوير فإذا كان في الخلية شخص مكلف بوضع العبوة الناسفة وشخص آخر مسؤول عن اطلاق النار، فإن في اغلب الأحوال هناك أيضا شخص مسؤول عن تصوير العملية، ولا ريب ان لهذه الدعاية تأثيرا على الجمهور الاسرائيلي..”. 

ومع عملية المقاومة في سهل الجرمق العيشية (25/10) الذي سقط فيها 3 جنود وأصيب خمسة من قوات الاحتلال والعملية التي نفذت على طريق مركبا العديسة (24/12) الذي قتل فيها ضابط وجندي تكون حصيلة عمليات المقاومة خلال العام 1996 قد بلغت حسب الاعترفات الاسرائيلية 28 قتيلا اسرائيليا و88 جريحا. 
 

1997: جاؤوا كوماندوس 
وعادوا أشلاء..! 


عام 1997 غرق الاحتلال أكثر وأكثر في رمال المقاومة ووقع في المأزق. 

“انهم يجننون جيشنا، لا نعرف كيف يظهرون فجأة وكيف ينقضون علينا من مسافات قريبة”. 

“انهم أبناء أرضهم، ونحن نتحرك من دون عيون”. 

“ان حزبا يُرسل أبناء قادته الى الجبهة يُفترض بنا ان نقدره أكثر”. 

هذه عيّنة من عبارات حاول جيش الاحتلال الاسرائيلي جعلها اختصارا للحرب القائمة في الجنوب اللبناني، ففي العام 1997 كانت المواجهة في لبنان تأخذ شكلا جديدا، فقد حصلت اسرائيل بعد حرب “عناقيد الغضب” على اتفاق “تفاهم نيسان” ارادته تبريرا لوقف اعمالها العدوانية الواسعة كونه يحقق “أمنا مشروطا” لسكان مستعمرات الشمال، لكنها فشلت في جعله اتفاقا يقيد حركة المقاومة ويحمي جنودها في لبنان. 

في مقابل ذلك حصل تطور غير عادي في عمل المقاومة، لا سيما على الصعيد الأمني التقني، كانت ذروته “الفخ” الذي نصب لوحدة كوماندوس في بلدة انصارية (5/9/1997) على ساحل الزهراني التي كانت تسعى لعملية ضد مكتب حركة امل القريب من المنطقة ... والذي ادى الى افشال عملية أمنية ضخمة للعدو والى ابادة كاملة للوحدة التي كلفت بالمهمة والتي عادت اشلاء من العملية التي وصفها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بأنها اسوأ ما رآه في حياته. 

تصدى للقوة التي كانت من “قوات النخبة” في الجيش الاسرائيلي مجموعات المقاومة الى جانب قوة من الجيش اللبنانية المتواجدة في البلدة وقتل فيها خمسة من ضباط العدو (مقدم ورائد وثلاثة نقباء) اضافة الى ستة رتباء، وبينما طالبت اسرائيل الصليب الأحمر بالعمل على اعادة اشلاء القتلى، اشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى ان هذه الأشلاء ستستخدم في عملية لتبادل الأسرى. 

وفي العام 1997 أيضا، أطلق “حزب الله” مشروعه لتوسيع الاطار البشري والسياسي للمقاومة من خلال اطلاق فكرة “السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال” التي افتتحت نشاطها بعد أشهر بـ 3 عمليات ضد جيش العدو. 

وسجل في العام 1997 سقوط الشهيد هادي نصر الله نجل الأمين العام لحزب الله في مواجهة عسكرية ضارية (14/9/1997) في جبل الرفيع في اقليم التفاح وكان لهذا الاستشهاد الاثر البالغ على معنويات المقاومين الذين شعروا بمزيد من الثقة بقيادتهم والحصانة لعملياتهم في مواجهة العدو. 

وفي ما يأتي موجز بأبز عمليات المقاومة عام 1997: 

(31/1): اعترفت اسرائيل بمقتل ثلاثة جنود في انفجار عبوة ناسفة بقوة اسرائيلية كانت تتحرك في قطاع الشومرية. 

(11/5): نفذت المقاومة الاسلامية واحدة من اجرأ عملياتها وتمكنت من احتلال موقع سجد وتطهيره من عناصر الميليشيات المتعاملة والسيطرة التامة عليه لأكثر من ساعة واخلائه لاحقا بعد تدميره. 

(18/5): ردا على عملية سجد حاولت قوة اسرائيلية التسلل الى جبل الضهر عند اطراف البقاع الغربي ووقعت في كمين للمقاومة أوقع فيها ثلاثة جنود قتلى اضافة الى سبعة جرحى. 

(28/8): تلقت قوات الاحتلال ضربة عسكرية اهدتها حركة “أمل” الى الامام موسى الصدر واسفرت العملية عن مصرع ستة جنود اسرائيليين وجرح أكثر من عشرين آخرين في وادي الحجير، خلال مواجهات عنيفة خاضها مقاتلون من حركة “أمل” وسقط فيها أربعة شهداء للحركة وجرح ثلاثة. 

(14/9): قتل عسكريان اسرائيليان وجرح ثالث في عملية للمقاومة الاسلامية قرب طلوسة واعلنت المقاومة عن سقوط شهيدين لها في مواجهات جبل الرفيع بينهما ابن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. 

(18/9): شنت “المقاومة الاسلامية” وحركة “أمل” ما يشبه الحرب الشاملة على مواقع القوات الاسرائيلية المحتلة على امتداد الشريط الحدودي المحتل وصولا الى اقليم التفاح، وبلغ عدد العمليات 28 عمليات اعترف العدو بمقتل ضابط وجرح 11 وتدمير دبابة “ميركافا”. 

(8/10): قتل أربعة جنود اسرائيليين وجرح تسعة آخرون ومسؤول في ميليشيا انطوان لحد التابعة للاحتلال في عمليات نفذتها المقاومة ضد مواكب قيادية اسرائيلية. 

يبقى ان حصيلة عام 1997 من عمليات المقاومة انه تم تنفيذ 889 عملية عسكرية ضد قوات الاحتلال بينها 789 عملية نفذتها المقاومة الاسلامية، اعترف العدو فيها بمقتل 41 جنديا من جنوده وجرح 114، وبمقتل 25 لحديا وجرح 74 آخرين، اضافة الى تدمير ست دابات “ميركافا”، فيما بلغت هذه الخسائر حسب مصادر المقاومة: 63 قتيلا و147 جريحا اسرائيليا و29 قتيلا و77 جريحا لحديا وتدمير 12 دبابة و8 آليات مختلفة. 
في المقابل، سقط للمقاومة 56 شهيدا بينهم 41 شهيدا للمقاومة الاسلامية و12 شهيدا لحركة أمل وثلاثة شهداء لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين كما استشهد 38 مدنيا وجرح 132 آخرون وابعدت قوات الاحتلال 33 مدنيا. 
 

1998: جنود الاحتلال في حقل رماية؟ 


     يقول والد أحد القتلى الاسرائيليين في جنوب لبنان: “ماذا، هل نرسل أولادنا ليكونوا الإوز في حقل رماية، يكفي، انتهى، كل هذا بلا هدف وبلا جوهر، ماذا نفعل هناك، ليس لنا ما نبحث عنه، انا أنوي الانضمام الى حركة الأمهات الأربع، لن أصمت بعد، كفى”. 

فمن الواضح ان المقاومة نجحت في حشر قيادة الاحتلال في زاوية ضيقة من دون ان تضطر الى الخروج عن قواعد اللعبة المحددة في تفاهم نيسان والتي تتيح بل تبيح لها ملاحقة الجيش الاسرائيلي في المنطقة المحتلة من الجنوب والبقاع الغربي. 

المراسل العسكري للقناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي “الون بن دافيد” لامس هذه الحقيقة بقوله تعليقا على تزايد العمليات ضد الجيش الاسرائيلي: “حقيقة الأمر اننا في مأزق، قتلى الجيش الاسرائيلي يتزايدون ولا يوجد حل جيد او حل معقول أمام تهديد العبوات، والغالبية الساحقة من قتلى جيش الدفاع اصيبوا جراء عبوات زرعها حزب الله”. 

عام 1998 شهد تزايد اختراقات مجموعات المقاومة لخطوط العدو ومواقع الميليشيات المتعاملة من جهة وتوسيع رقعة القصف المدفعي الاسرائيلي العشوائي على القرى الآهلة، الأمر الذي اضطر معه “حزب الله” وعلى مرات عدة الى استخدام صواريخ ال”كاتيوشا” ضد المستعمرات الشمالية ومنطقة الشريط الحدودي المحتل. 

وتميز عام 1998 بتطورات أمنية وسياسية لافتة في المنطقة الحدودية وأبرز هذه التطورات ارتفاع عدد العمليات العسكرية التي نفذتها المقاومة ضد الاحتلال، إذ بلغت 1320 عملية طاولت نقاط تمركز الجيش الاسرائيلي الذي بلغت خسائره 24 جنديا خلال عام 1998 اضافة الى مقتل 34 عنصرا من ميليشيا القوات المتعاملة معه، وفي المقابل استشهد 41 مقاوما لبنانيا، واحد منهم ينتمي الى الحزب الشيوعي اللبناني وآخر الى الحزب القومي السوري الاجتماعي واثنان الى حركة أمل أما الباقون فينتمون الى “حزب الله”. 

وأحصت المصادر الأمنية خلال العام نفسه استشهاد 23 مدنيا لبنانيا سقطوا نتيجة القصف الاسرائيلي لقرى الجنوب فضلا عن جرح 70 مدنيا. أما أبشع ما أسفرت عنه غارات الطيران الاسرائيلي فكان في بلدة جنتا البقاعية (22/12) التي أدت الى ابادة عائلة مؤلفة أم وستة من أولادها أكبرهم في العاشرة من عمره، وقد ردت المقاومة الاسلامية على هذه الغارة بأن اطلقت وابلا من صواريخ “الكاتيوشا” على مستوطنات اسرائيلية (23/12) وأفيد عن اصابة 16 شخصا بجروح. 


أما أبرز عمليات المقاومة خلال العام 1998 فقد جاء وفق الشريط التالي: 

(27/2): قتل ثلاثة جنود من جيش الاحتلال وجرح اثنان في هجوم نفذته “المقاومة الاسلامية” على موقع بلاط في القطاع الغربي المحتل بعد ساعات قليلة على اعلان رئيس وحدة الارتباط في جيش العدو الجنرال ايلي عميتاي عن تكتيكات جديدة “تُفقد حزب الله توازنه و تمنعه من اختراق الحزام الأمني وتجعل المواقع أكثر حماية”. 

(26/5): اثار انفجار عبوة ناسفة في مكان لا يبعد أ كثر من 75 مترا من الحدود اللبنانية الاسرائيلية وأودى بجنديين اسرائيليين، قلقا لدى القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل نظرا الى العمق غير المألوف الذي تمكنت المقاومة من بلوغه لتنفيذ هذه العملية النوعية. 

(2/7): شنت المقاومة الاسلامية هجمات على 18 موقعا حدوديا في الوقت نفسه وتمكنت من اقتحام موقع حداثا ورفعت اعلامها عليه، واعترفت اسرائيل باصابة عسكريين احدهما برتبة ضابط و5 جرحى من جيش لبنان الجنوبي. 

(12/8): اعترف الجيش الاسرائيلي بأنه مُني ب”فشل خطير” ازاء مواجهة جرت مع مقاتلي “حزب الله” في موقع سجد وتمكن احدهم خلالها من التقدم داخل الموقع واشتبك بالسلاح الأبيض مع أحد عناصره قبل أن يرفع علم الحزب وينسحب سالما رغم ملاحقة طائرة مروحية له. وفيما انتقد ضباط من جيش الاحتلال الصحافة الاسرائيلية لوصفها ما حدث بأنه “خزي وعار”، قال وزير الامن الاسرائيلي “أفيغدور كهلاني” إن “الحادث يدعو الى الشعور بالعار وان “حزب الله” يستمر في احراجنا هناك”. 

(27/11): أعلن ناطق عسكري اسرائيلي مقتل جنديين اسرائيليين وجرح اثنين آخرين، موضحا أن الجنديين قتلا قرب موقع بلاط في القطاع الغربي المحتل من جراء انفجار عبوة زرعها رجال المقاومة. 
 

1999: عام المبادرة


    
يمكن أن يختصر العام 1999 من عمر المقاومة بعنوان واحد، هو عام المبادرة، بدأ بقتل قائد فرقة لبنان في قوات الاحتلال إيرز غيرشتاين (1/3) وانتهى بعملية استشهادية في عمق المنطقة المحتلة نفذها الشهيد عمار حمود (30/12). 

إنها “حرب الأدمغة والمواجهة بذكاء.. فالجيش الصغير والذكي حلم ايهود باراك عندما كان قائدا للاركان، هو “حزب الله” ومسألة أنهم يسمونه طيلة الوقت مخربين لن يغير في الحقيقة شيئا”. 

هذا ما جاء في صحيفة “يديعوت أحرنوت” 5/3/1999 مع تصاعد صرخات المطالبة بالهروب من لبنان والتي تحولت الى وعد انتخابي لإيهود باراك في وقت كان ميدان الحرب يشتد على أكثر من اتجاه: اقتحام مواقع، اغتيالات، عمليات خطف، قصف متبادل. 

نفذت المقاومة الاسلامية خلال العام 1999، 1530 عملية قتلت خلالها 16 جنديا اسرائيليا حسب اعتراف العدو وجرحت 17 آخرين وقتلت 21 عميلا لحديا وجرحت 99 آخرين، وأسرت أربعة لحديين في اقتحامات لمواقع. 

إلى ذلك، كان الجنوب يعيش أحداثا مهمة في محطتين مهمتين جذبتا أنظار العالم وليس اللبنانيين وحدهم، وقد تمثلت المحطة الاولى في مبادرة الشباب الى ازالة الشريط الشائك من حول بلدة أرنون المحتلة (شباط 1999) أما المحطة الثانية فكانت انسحاب “جيش لبنان الجنوبي” من منطقة جزين (حزيران 1999). 

وقبل أن يتسلم ايهود باراك مهامه رسميا، خلفا لبنيامين نتنياهو وقع الاجتياح الاسرائيلي الثالث مستهدفا هذه المرة البنية التحتية وبشكل خاص محطات الكهرباء والجسور التي تربط الجنوب ببيروت وبدأ بقصف جوي في (25 حزيران 1999)، وكان الهدف الاسرائيلي من وراء هذه العملية تعديل “تفاهم نيسان” الذي أعطى، حسب وزير خارجية العدو، “حزب الله” هامشا واسعا بخلق “توازن رعب جديد ينهك قدرة الردع الاسرائيلية”. 

فقد نجح “حزب الله” في تسديد ضربات موجعة مع بداية العام 1999 الى قوات الاحتلال، وكان أبرز هذه العمليات في (23/2) عندما وقعت قوة كوماندوس اسرائيلية من نخبة المظليين في كمين للمقاومة الاسلامية بالقرب من منطقة الجبور راشد في البقاع الغربي، وأدت المواجهة حسب الاعتراف الاسرائيلي الى سقوط ثلاثة ضباط قتلى وخمسة جرحى، بينهم قائد وحدة الكوماندوس المقدم ايتان بلحسن. 

ولم يمض أسبوع على هذه العملية وجهت المقاومة ضربة موجعة أخرى ضد الاحتلال داخل الشريط الحدودي المحتل، وهو ما اعتبرته الصحافة الاسرائيلية أكبر صفعة للجيش الاسرائيلي منذ دخوله لبنان عام 1982، فقد نفذ رجال المقاومة عملية مزدوجة (1/3/1999) على طريق الحاصباني كوكبا أدت الى مصرع أربعة اسرائيليين بينهم قائد القوات الاسرائيلية في الشريط المحتل، وهو أرفع رتبة عسكرية في المنطقة، الجنرال ايرز غيرشتاين ومساعده وسائقه والمراسل العسكري للاذاعة الاسرائيلية، اضافة الى جرح ثلاثة آخرين واحراق عدد من الآليات والسيارات العسكرية. 

في (27/4) قامت “المقاومة الاسلامية” بشن 20 هجوما على طول الجبهة مع العدو الاسرائيلي وعملائه، فتمكنت من اقتحام موقع سجد وتدمير الدشم واصابة ثمانية جنود اسرائيليين بجراح اضافة الى ثلاثة من الميليشيات. 

وبينما كان الكيان الصهيوني يودع بنيامين نتنياهو بانتخاب ايهود باراك كانت المقاومة تعيد رسم قواعد اللعبة في جنوب لبنان وتذكر باراك بوعد الانسحاب بدفعات من صواريخ الكاتيوشا، بلغت 60 صاروخا، سقطت على المستعمرات الشمالية واصبع الجليل مخلفة 9 جرحى واضرارا مادية جسيمة (18/5). 

وفي (17/9) تحول الجنوب الى مسرح لعمليات الكر والفر بين المقاومة وقوات الاحتلال التي خرقت تفاهم نيسان مرات عديدة باستهدافها المدنيين، حيث أفيد أن عمليات المقاومة في هذا اليوم انزلت في الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة بينها مقتل ثلاثة جنود وجرح خمسة آخرين. 

واختتمت المقاومة الاسلامية عملياتها في العام 1999 عشية يوم القدس العالمي وقبل ساعات من انتهاء العام، بقيام الاستشهادي عمار حمود (30/12) بتفجير نفسه على طريق رئيسي في قرية القليعة التي يعتبرها الاسرائيليون منطقة أمان بالنسبة لهم أثناء مرور دورية اسرائيلية وأوقع في صفوفها خمسة عشر اصابة. 

2000: عام النصر والتحرير 


    
في هذا العام احتفل اللبنانيون ومعهم كل العرب والمسلمين بتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي بعد احتلال دام 22 عاما. 

واذا كان يوم 24 أيار من العام 2000 فجر النصر والتحرير لرجال المقاومة فهو بالنسبة للجيش الاسرائيلي يوم الانسحاب الذليل والهزيمة النكراء. 

“إنه يوم المهانة” كتبت “يديعوت أحرنوت” واستذكر فيه البعض مشاهد الذل الفيتنامي الجنوبي والاميركي في سايغون.

 
ماذا سبق الانسحاب؟ 



في واحدة من الضربات الموجعة للاحتلال خسرت اسرائيل واحدا من الرعيل الأول لعملائها، رأس الحربة الميدانية لعملياتها العسكرية في جنوب لبنان، عندما سجلت المقاومة نجاحا نوعيا في قطع رأس الميليشيات المتعاملة باغتيال عقل هاشم (30/1/2000) الذي وصفه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك بأنه “رفيق سلاحنا طوال عشرين سنة”. 

وبعد 24 ساعة على اغتيال عقل هاشم، أصيبت اسرائيل بصدمة كبيرة، بعدما توجت المقاومة عمليتها النوعية بإصابة قافلة عسكرية بصاروخين وسقوط ثلاثة قتلى واصابة اربعة”. 

في (1/2/2000) كتب ناحوم باريناع في “يديعوت أحرنوت” تعليقا على اغتيال هاشم والعملية الاخيرة: “في الأشهر الاخيرة بدا أن الانسحاب من لبنان أمر سهل وبسيط، أنه سيتم بالتخدير، بدون آلام، بدون قتلى، وسيشعر الاسرائيلي بالسعادة، غير أن التوقعات المتفائلة لم تصيب، ففي يوم أمس وفي صباح صاف، خرج نائب وزير الدفاع أفرايم سنيه وقائد المنطقة الشمالية غابي اشكنازي لتقديم واجب العزاء في بيت عقل هاشم، وفي الوقت الذي كانت فيه المروحية تتجه شمالا الى داخل لبنان كانت مروحية أخرى تسير جنوبا تحمل على متنها مصابي الجيش الاسرائيلي.. يا لها من معضلة”. 

في (1/3) بث التلفزيون الاسرائيلي أن الجيش الاسرائيلي أعد خطة لانسحاب عاجل من الجنوب في حال حدوث فرار عام لعناصر “الجنوبي”، واضاف التلفزيون أن الخطة تنص على اجلاء العسكريين الاسرائيليين في الشريط الحدودي المحتل “في غضون أيام”، وتحدث التلفزيون في تقريره عن قلق المسؤولين العسكريين الذين يتخوفون من تفكك “جيش لحد” مع اقتراب موعد الانسحاب العسكري الاسرائيلي الذي وعد به باراك في تموز سواء باتفاقه مع لبنان وسوريا أو من دونه. 

في الوقت نفسه كانت المقاومة الاسلامية تشدد في ضرباتها ضد الميليشيات المتعاملة والجيش الجنوبي، وفي واحدة من عملياتها قتلت 5 من هؤلاء (3/3) وجنديا اسرائيليا و7 جرحى، ولم يكن يمر يوم يفصل عن قرار الانسحاب الاسرائيلي في (24/5) الا ويسجل ضربات واقتحامات موجعة من قبل المقاومة في عملية مطاردة مدروسة ضد العناصر والمواقع العميلة داخل الشريط الحدودي. 

في (25/5) كان انهيار “جيش لبنان الجنوبي” وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الشريط الحدودي، لكن الانتصار لم يكتمل، فما زالت مزارع شبعا تحت الاحتلال والمقاومة ستستمر حتى تحرير آخر شبر من المز