HADI-T.A
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

HADI-T.A

أبو طوني
 
الرئيسيةأسد من الجنوبأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 افتراضي في ذكراك اختاه الشهيدة .. ننتظر الهلال..فهل نراه؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو طوني
أسد الجنوب
أسد الجنوب
أبو طوني


ذكر عدد الرسائل : 576
العمر : 34
الموقع : الجنوب-النبطية
تاريخ التسجيل : 06/05/2008

افتراضي في ذكراك اختاه الشهيدة .. ننتظر الهلال..فهل نراه؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: افتراضي في ذكراك اختاه الشهيدة .. ننتظر الهلال..فهل نراه؟؟   افتراضي في ذكراك اختاه الشهيدة .. ننتظر الهلال..فهل نراه؟؟ I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:35 am



الشيخ مصطفى مصري
التاريخ : 2007 / 09 / 13
موقع kitabati.net


ملاحظة : هذا النص عبارة عن خواطر يوجهها سماحة الشيخ إلى أخته التي استشهدت خلال المعارك بين حركة أمل و الحزب الشيوعي في بلدة أنصار.وذلك في الذكرى السادسة و العشرين لاستشهادها.أخته فاطمة التي استشهدت خلال الهجوم الذي نفذه الحزب الشيوعي على بيت الشيخ محمح قاسم مصري امام بلدة أنصار.


بعد أن أنتهيت من أداء صلاتي المغرب والعشاء لهذه الليلة.. جلست مع ذكريات هذه الليلة ويا لها من ليلة!!
تأخرت في شروعي بالصلاة ..وعجلت بالانتهاء منها .. كي لا تسبقني دموعي .. فيتحتم علي أن اعيد صلاتي ..
اختاه... في ذكراك التي مر عليها ست وعشرون عاما اخط كلماتي و تعيقني عن المتابعة دموعي..
اختاه.. لم اذرف عليك دموعا في تلك الليلة .. أطول ليلة في حياتي وأنت مختبئة على بعد بضعة أمتار .. ويفصل بيننا ازيز الرصاص واصوات القذائف والانفجارات ..
ولم اذرف عليك دموعا في الليلة التالية ، أي مثل يوم غد عندما عثرنا عليك مشوهة الوجه واليد ، مقطعة القرط والسوار ..
لم ابك يومها لأن البكاء كان يعني ضعفا .. ولم تكوني تقبلي بأن أكون ضعيفا..
أما الان وفي هذه الليلة .. فلم يعد البكاء ضعفا.. بل صار له معنى آخر ..
هل تعلمين يا اختاه من اين اخاطبك؟؟
ها انذا جالس في مكان لم يكن موجودا في تلك الليلة ..انه الطابق الثالث من بيتنا الذي بنيناه بعد رحيلك بعد ان هدمت الدار المكونة من ثلاث غرف والتي عشنا فيها سويا لانها لم تعد تصلح للسكن من كثرة الرصاص والقذائف ..اشاهد في آن واحد ذاك المكان الذي نبهتني عليه قبيل المعركة بلحظات عندما وصلت الى المنزل وقلت لي :
ان فلانا أمره لمريب .. فهو منذ الصباح جالس على شرفة منزل ذويه المطل على منزلنا يشرب القهوة والسيكارة وهي المرة الاولى التي يأتي بها الى هنا منذ المعركة السابقة قبل شهر من الان..
وكان حدسك بمحله إذ أن المجموعة التي انطلقت لمهاجمة منزلنا كانت مختبئة في ذاك المنزل والتي لم يتأخر هجومها عن كلامك سوى دقائق قليلة.
واشاهد ايضا ذاك المكان الذي اختبئتي به عندما انهمر الرصاص على المنزل ولم تتمكني من العودة الينا..
آه اختاه... ثم آه .. ثم آه..

اعتذر عن متابعة كتابة هذا الموضوع الذي لا بد من نشره في هذه الليلة ذكرى مرور ست وعشرون سنة على تلك المعركة التي اودت بحياة اختي فاطمة، وآمل ان اكمل موضوعي هذا بالسرعة اللازم وللحديث صلة.

اختاه ها انا ذا اكمل حديثي الذي لم ينقطع معك..

لا زلت جالسا في نفس المكان بعد ان طلعت الشمس..

في مثل هذه الساعات التي كان التفكير فيك يقوى على كل ما عداه من رصاص وانفجارات..

لم نكن ندر عنك في مخبئك شيئا.. هل كنت تسمعين صراخ طفلتي الاولى التي احببتها .. والتي لم يكن عمرها قد وصل الى خمسة شهور..

هل كنتِ يا اختاه تسمعين في تلك الساعة اصواتهم وهم ينادون لبعضهم .. اخفض القذيفة كي تصيبهم فلا يزال في البيت صوت طفلة ..

هل كنتِ تسمعين اغانيهم: (طالع لك يا عدوي طالع...)

هل كنتِ تسمعين اهازيجهم: ( لاح العلم الاحمر لاح...)

هل كنت لا زلت حية في مثل هذه الساعة .. أم أنك كنت قد دخلت عالم الحياة الابدية...

***

الحلقة الثانية

عذرا يا اختاه..

بالامس يا اختاه اشتعلت النار في صدري.. وهل يظنن أحد أنها انطفأت بمرور السنين...

صورتك على شاشة هاتفي.. فكلما اردت الحديث مع احد او اجابة احد أنظر الى صورتك اولا..

الآية التي أحب سماعها عند رنين الهاتف هي قوله تعالى: واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت..

كنت عصر البارحة يا اختاه في الجبانة .. نشيع امرأة تعرفينها جيدا ...

عندما ذهبت الى منزل الراحلة التقيت بأناس لم يكونوا ليحضروا الى ذاك المنزل في تلك الايام...

شاهدت .. وشاهدت .. وشاهدت.. لن استطيع ان افصح عما في قلبي..

بعض من كان في قتالنا ذاك اليوم.. بعض من اشترك في الهجوم على دارنا.. بعض من اشترك في قتلك يا اختاه..

كانوا في التشييع ايضا..

وقفنا قرب قبر المرحومة امام مدرج النادي الحسيني .. وكان ابني الرابع الذي لا تعرفينه يقف بجانبي ..والتفت الى قبر مجاور نخره الرصاص ..

قلت لموسى هل تعرف ان هذه الرصاصات التي اخترقت حتى شواهد القبور كانت في مثل هذه الساعة قبل ست وعشرين عاما.

والنادي الحسيني يا اختاه لم يبق كما تعرفينه .. لقد بني فوقه بناء كبير جديد .. ولكن آثار الرصاص والقذائف على المبنى القديم لا تزال لها آثار..

هل عرفت ما حل بالنادي الحسيني في تلك الليلة .. في مثل هذا اليوم منذ ست وعشرون عاما...

في ذاك الوقت الذي كنت مختبئة فيه .. كانت القذائف تنهمر ايضا على النادي الحسيني الذي لم يسلم من هجومهم ...

كان هو المحور الثاني لهجومهم.. لقد احترقت المكتبة التاريخية للشيخ عبد الله شعيتاني المجاورة للنادي الحسيني وللمسجد..

لقد عاش بعدها سنوات قليلة وهو كامد حزين بعد ان كتب عبارات الصقها على المكتبة المحروقة والنادي الحسيني والمسجد يقول فيها:

يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا.. ولم أر ما حل ..

حتى ان عبد الله هاشم شرف ، ومن في انصار لا يعرف عبد الله هاشم شرف الذي يعتبر من ابرز مؤسسي الحزب الشيوعي في خمسينيات القرن الماضي،

لقد نظم قصيدة تتألف من 31 بيتا يتحسر على ما فعله تلامذة الفكر الذي زرعه في بلدتنا حيث يقول في مطلع تلك القصيدة:

لله ما فعلت يد الاقدار*** ومثالب الغابات في انصار

قتلوا نفوس الابرياء وهدموا*** بعض البيوت ومنتدى الاخيار

حرقوا بجهل خير مكتبة بها*** خير الصحاح وخيرة الاسفار

كتبا تدبرها الوجيه بماله *** الشيخ عبد الله ذو الاثار

ابن الشعيتاني نجل محمد*** العالم النحرير في الامصار

ويل لمن حرقوا تراث جدودهم*** من خزي ما حملوا من الاوزار

حرقوا ثراءهم وخير تراثهم*** وتحملوا في ذاك خزي العار

جاءوا بفعلهم الوضيع سفاهة*** وتشبثوا بمثالب الجزار

الكتب خير تراث ثروة عامل*** حملت صفائحها اجل شعار

حوت العلوم فذاك اغلى ثروة*** واجل ما اتزر الحجى بازار

واعز من مال الملوك وملكها*** ومن القصور وفضة ونضار

ايه شباب الجيل هل من نفحة *** علوية تهديكم لمثار

يا ليلة سوداء شق ظلامها*** نار القنابل والرصاص الجاري

تتشاجر الرجمات في اجوائها*** مطلاطمات كالصخور جواري

صبوا القذائف كالجبال تساقطت*** فوق الدروب بسائر الاخطار

فتشتت اطفالها ونساؤها*** بين الروابي في وهاد قفار

تمشي على الاشواك في وهادها*** منها حفاة او بغير دثار

تدمي القلوب اسا مناظر شوهت*** تاريخ ذاك اليوم في الادهار

الخ تلك القصيدة..

نعم اختاه .. عذرا لقد نظرت في عيون كل اولئك وترقرقت في عيناي دمعة..

لم اذهب مع والدي لتعزية اهل الفقيدة بل اتجهت مباشرة نحو قبرك.. الذي ازال عنه ابني السادس الذي لا تعرفينه ايضا قبل يوم بعض التراب..

وذهب اليوم ميثم ليكمل تنظيف قبر عمته الشهيدة...

توجهت الى قبرك وجلست أقرأ لك سورة يس، والفاتحة ، والتوحيد ثلاثا..

انها لغة التواصل التي نبعثها لك..

بعد ان عدت الى المنزل ذكرت لي والدتك حديثا عنكِ .. عندما صعدت يوما الى السطح لتشاهدي احد المدافع الرشاشة المنصوبة تجاه بيتنا.. وعندما نادتك امك قائلة : انزلي عن السطح لئلا يطلقون النار عليك..

فأجبتِها..انهم يريدون قتل ابي او اخي ..

اريد ان افديهم بنفسي..

آه اختاه..

وللحديث صلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://ALASAD.hooxs.com
 
افتراضي في ذكراك اختاه الشهيدة .. ننتظر الهلال..فهل نراه؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
HADI-T.A :: أفواج المقاومة اللبنانية أمل-
انتقل الى: