رائعة للنبيه في المقاومة وأبطالها

الحاضرون في لحظات الزمن الشارده،
الممسكون بعصب الوقت، عين على لوحة مسافة البندقية، تمتد من زهرة شتلة
التبغ إلى حبيبات السنابل الممتلئة الهدف إلى قلب الهدف. وعين تقرأ
المستقبل ...

القادمون من
ميناء الأرجوان وقلعة صور ... أشرعة مراكب الصيد في تاريخ وحاضر ومستقبل
صيدون .... الممتزجون بعبق زهر الليمون ... المنغرسون شجر تين وزيتون في
قرى الشعب ... شرايين تركض فيها مياه الليطاني .. إخضرار بلون إقليم
التفاح ... ورداً يطرز منديل بلاد بشارة هم .. وهم فدائيو أرضنا المقدسة
.. أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية.

نكتب لهم، أم نكتب عنهم؟ وهم وحدهم
يعيدون صياغة التاريخ .. وهم حين إحتل العدو الثغوروتسلل من الأرض والبحر
والسماء في غفلة عن التاريخ وحدهم كانوا في اليقظة .. توزعوا على خارطة
الوطن خيوط ضوء وأنجم وأقماراً ..

والأهل الذين وقع عليهم كابوس الإحتلال
.. أماطوا اللثام في لحظات الصدمة والنار حين إنبعثت بذور البطولة وخرجت
المدن والقرى والدساكر إلى موقع المعركة الدائمة التي لن يهدأ سعيرها.

إنه الجنوب.. مساحة جغرافية تتسع لكل
مواقع البطولة في جبل عاملة الأشم وراشيا الحبيبة والبفاع الغربي العزيز
.. ومواقع الإنتفاضات على إمتداد الوطن .

إنه الجنوب فوق الإحتلال، كلمة الحق
الفاصلة في وقفات أبي ذر الغفاري ولحظة التاريخ المتواصلة في البناء الذي
أشاد صرحه الإمام القائد السيد موسى الصدر.

وهو الجنوب.. الحدث اليومي.. بل هو
الجنوب الحدث ... يجتمع شمله على كتاب تاريخه ويومياته لعام .. لعل الذي
لم يكن في موقع المعركة يحفر بدمه الخنادق ... يشرع في يوميات العام
المقبل في حفر الخنادق